القلعة نيوز:

 هناك علاقة كبيرة  بين الإدارة والشريعة الإسلامية، فقد عرف المسلمون الاداره منذ القدم وذلك من خلال الامور العسكرية والاقتصادية والاجتماعية وعرفوها ايضآ في سياسة امورهم وهي عمليه متكاملة الابعاد تبدأ بالتخطيط العلمي والتنظيم والتوجيه والرقابه .

 ويمكن تعريف مفهوم الادارة في الاسلام انه عبارة عن نشاط انساني موافق للشريعة الإسلامية في فترة زمنية معينة، لتحقيق الاهداف وإدارة العنصر البشري والاستغلال الامثل لسلوكه عن طريق التُخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة . وبطريقة اخرى تعرف الادارة الاسلامية  بانها تحديد مايجب على الافراد القيام به ، ثم التأكد من أنهم يقومون بتنفيذ هذه المهام بأفضل وأرخص الطرق وذلك ضمن ضوابط الشريعة الإسلامية التي تتفق مع مقاصد الشرع الحنيف وهي حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ النسل، حفظ المال.

تتكون وظائف الإدارة في الاسلام من التخطيط و،التنظيم، التوجيه، والرقابة وسيتم تناول المحور الأول من المبادىء هو التخطيط في الإسلام. وبذلك يعرف التخطيط الاداري الاسلامي على انه وظيفة إدارية تسعى الى الإستشراف بالمُستقبل، وتحديد المسارات التي يجب اتّباعها عن طريق كتابة برنامج مُفصّل لسير العمل بشرط الاخذ بالاسباب والتوكل على الله ومشروعية الاهداف وموافقتها للشريعة الاسلامية وبذلك يعد التخطيط مقياس أو معيار يُقاس من خلاله الأداء الفعلي للمنظمة ويُقيّم مسار عملها.

وهنا لابد من ذكر ورود التخطيط في كتاب الله وسنة نبيه اما من حيث كتاب الله عز وجل هنالك آيات دلت على اهمية التخطيط منها قوله تعالى وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىْءٍۢ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ(الأنفال - 60)

كذلك قوله تعالى عزوجل وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا (القصص - 77).

اما من خلال السنة النبوية الشريفة فتمثلت بالدعوة السرية والجهرية للرسول وما رافق ذلك من أحداث ومن زاوية اخرى عندما اشتد الآذى على المسلمون من قبل قريش خطط الرسول الى الهجرة إلى الحبشة وفي نفس الصدد ايضآ التخطيط لبيعة العقبة الأولى والثانية وكذلك الهجرة إلى يثرب هاذا بالاضافة الى التخطيط العسكري للمسلمين لمقابلة العدو والتخطيط المدني الذي يتعلق بالجانب الاجتماعي والاقتصادي أضف الى ذلك  التخطيط لبناء مسجد حيث  قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتخطيط بناء المسجد النبوي الشريف كل هذه الأمثله على سبيل المثال لا الحصر فالأمثلة كثيرة ومتنوعة.

وتأسيسآ على ماسبق لا بد من الإشارة الى ان الشريعة الاسلامية جعلت مبادىء واسس لوظيفة التخطيط الإسلامي حيث يعتبر  التوكل على الله  ركنًا أساسيًا في التخطيط الإسلامي. فالمسلم يتوكل على الله في نتائج أعماله،كذلك الأخذ بالأسباب جنبًا إلى جنب مع التوكل، حيث يحث الإسلام على بذل الجهد مع الاعتقاد انه لن يصيبك شيء إلا بأمر الله. ومن زاوية اخرى تعتبر العدالة والإنصاف من اهم المبادىء  التي تستند إليها أي خطة إدارية إسلامية بغض النظر عن الاختلافات الموجوده وهنا حري بنا التطرق الى دورالشورى والرآي الجماعي  والمشاركة في اتخاذ القرار وطلب المشورة ممن هو اهل لها ولا يفوتنا ان ننوه دور المسؤوليات من خلال اللإلتزام والقدرة على تحمل الأعباء وبذلك الفرد والمؤسسة يتحمل نتيجة افعاله.

وختامآ ان التخطيط في الاسلام ليس مجموعة من التعليمات والقوانين بل هو فلسفة لتحقيق التنوع بين مصالح الفرد والمجتمع والمؤسسة والحياة الدنيوية الشاملة وبالتالي هو وظيفة قائمة على العدالة والإنصاف والمسؤولية ويهدف إلى بناء مجتمع صالح في إطارالشريعة الاسلامية.