الاستشراف الاستراتيجي في المؤسسات: رؤية للمستقبل
القلعة نيوز
بقلم الدكتور محمد تيسير الطحان
الاستشراف
الاستراتيجي هو بوصلة المؤسسات في ضل المحيط الأحمر شديد التنافس وفي عالم اليوم
المتغير بسرعة. وبذلك يعد منهجية علمية تساعد المؤسسات على فهم التغيرات
المستقبلية، وتقييم آثارها وتطوير استراتيجيات فعالة لمواجهتها وتستخدم لتحديد
الاتجاهات المستقبلية المحتملة، وتقييم الآثار لتلك الاتجاهات وتطوير الاستراتيجيات
للتعامل معها وبصورة اخرى هو النظر إلى المستقبل وتوقع التغيرات التي قد تحدث بغية
اتخاذ قرارات أفضل في الحاضر.
وتأسيسآ
على ذلك يمكن القول ان الاستشراف
الاستراتيجي لا يتعلق بالتنبؤ بالمستقبل فقط، بل يتعلق بتحليل المستقبل المحتمل،
والذي يمكن أن يدعم صنع السياسات بشكل أفضل في المؤسسات.
تكمن
اهمية الاستشراف الاستراتيجيي في المؤسسات من خلال عدة جوانب إذ يساعد التخطيط
الاستباقي لمواجهة التحديات والفرص المستقبلية قبل حدوثها، من ناحية اخرى تعتبر المرونة
قادرة على جعل المنظمات أكثر قدرة على
التكيف مع التغيرات التي تحصل في البيئة الداخلية والخارجية في حين ان عملية تحسين صنع القرارمن خلال توفير
معلومات دقيقة لاتخاذ القرارات الاستراتيجية
المناسبة، أضف الى ذلك ان تعزيز الابتكار يشجع على التفكير الإبداعي والتطوير
ويترتب على ذلك كله تحقيق ميزة تنافسية مستدامة
و البقاء في الصدارة كما يساعد الاستشراف الاستراتيجي في الفهم العميق للتغيرات
المستقبلية مما يجعل الفرد أكثر قيمة في
مكان العمل ويساعد على حل المشكلات المعقدة
والتكيف مع التغيير.
وتجدر الإشارة الى ان هنالك عدة اشكال للاستشراف الاستراتيجي نذكر منها استشراف
البيئة السياسية ويقصد به تحديد وتقييم واستخدام المعلومات المتعلقة
بالتشريعات والبيئة السياسية والتحول والتغيير في الإرادة السياسية. وفضلآعن ذلك يعد الذكاء التكنولوجياحد اهم الاشكال اذ يتم تحديد وتقييم واستخدام المعلومات المتعلقة بالتقنيات الناشئة وعلاوة على
ذلك يعتبر استشراف المستهلكين من خلالتحديد وتقييم
وتوقع احتياجات المستهلك ونمط الحياة والاتجاهات الاجتماعية والثقافية شكلآ من
اشكال الاستشراف.ومن الضروري التأكيد ايضآ على الذكاء التنافسي كشكل من اشكال الاستشراف الاستراتيجي من خلال تقييم
المنافسين وتحديد وتقييم المنتجات والخدمات قيد التطوير أو المتوفرة في الأسواق.
يمكن تمثيل عملية الاستشراف الاستراتيجي بشكل مرئي باستخدام رموز معينة مما
يسهل فهمها وتذكرها. هذه الرموز تحمل في طياتها معانٍ عميقة وتاسيسآ على ذلك حري
بنا التطرق الى رموز الإستشراف الاستراتجي حيث يعتبر طائر النسرالذي يقصد به رؤية الاشياء
بوضوح من خلال التحليق عاليآ كذلك حين تقع
عيون النسر على الفريسة من أعلى يبدأ في تغيير اتجاهه وتعديل مساره للانقضاض
عليها، فيتابع حركتها في الزمان والمكان حتى يظفر بها .
ومن زاوية أخرى
يعتبر القنفذ احد الرموز للاستشراف الاستراتيجي اذا يعبر عن الناس المولعين
بالوضوح الهاوين للمشكلات قابلة الحل، ويفضلون الاستماع للقصة من طرفٍ واحد،
ويروقهم استخدام أدوات التعامل مع المشكلات وحلها بسرعةٍ وسهولة، ولهذا فإنّ
القنافذَ يعشقون الغموضَ والتعقيد وبذلك تحقيق
التوازن والتركيز على الجوانب الايجابية.
اما الرمز الثالث للاستشراف الاستراتيجي هو الثعلب الشبيه بالنفس البشرية
اذ تعشق الثعالب التردد والسرعة والتأقلم ويعشقون التحديات الاشخاص من هاذا النوع
يسعون لتجربة كل ماهو جديد، وإعادة ترتيب الأفكار وتجميعها
بشكلٍ يعطيها قيمةً جديدةً، ويجعلها أكثر نفعاً وهم يعشقون التحديات والمشكلات
المعقدة ويستمتعون بحل الألغاز ومواجهة حالات الفوضى والتعقيد.
وتماشيآ مع ما
تم ذكره يجد الاشارة ان هنالك العديد من الرموز التي تشير وترمز للإستشراف منها البوصلة
اذ تشير البوصلة إلى اتجاه المستقبل، وتدل على أهمية تحديد الأهداف وتوجيه الجهود
نحو تحقيقها.
اضف الى ذلك المصباح
الذي يرمز إلى الفكرة المبتكرة والإلهام، وهو يمثل عملية توليد الأفكار الجديدة
والحلول الإبداعية. وفي نفس الصدد يشير رمز الشجرة الى النمو والتطور، وترمز جذورها بتمثيل الماضي وساقها يمثل الحاضر، وأغصانها المستقبل .
وخلاصة القول الاستشراف الاستراتيجي ليس مجرد خيال علمي، بل هو أداة قوية
تساعد المؤسسات على تحقيق النجاح على المدى الطويل.من خلال فهم التغيرات
المستقبلية وتحليل البيئة الداخلية والخارجية وتطوير استراتيجيات فعالة، يمكن
للمؤسسات أن تبني مستقبلاً أكثر إشراقاً.
.