الضغط يولد الإنجاز
 
بقلم الدكتور محمد تيسير الطحان

القلعة نيوز:
mohamad.altahaan@yahoo.com
هنالك عبارة شائعة تستخدم لوصف حالة التوتر الشديد الذي يؤدي في النهاية إلى تفجير او انهيار وبالتالي تنطبق على العديد من جوانب الحياة الفردية والاجتماعية و السياسية وهي مقولة ان الضغط يولد الإنفجار .
 من قال ان الضغط يولد الإنفجار دومآ، من قال ان الضغط  يؤدي الى التأثير في الصحة النفسية والعزلة والمشاكل الصحية غالبآ.  فكلما تقيدنا بوقت معين ومكان معين زادت نسبة الإنجاز لدينا لذلك العمل تحت الضغط والتعامل معه بحكمة ودراية من خلال فهم آثاره وتعلم كيفية إدارته يمكننا من تحويل الضغط من قوة مدمرة إلى قوة ايجابية في الطريق الصحيح فكلما انشغلنا انجزنا اكثر.
 قبل ثلاث سنوات كان الطموح بإكمال دراستي لمرحلة الدكتوراة وما يترافق معها من علم وابحاث ووقت كبير، وإعداد نفسي كباحث وطالب دراسات عليا،  كان العائق هو الوقت والضغوط الإجتماعية وطبيعة العمل الذي اعمل به ولساعات طويلة  لكن تفاجأت بقدرتي على انجاز ماهو مطلوب من خلال الدراسة في اوقات الضغط أي في اوقات معينة حيث لا يوجد لوقت الفراغ متسع لدي نظرآ لطبيعة العمل. اما أثناء عودتي الى البيت ايضآ فهناك الجانب الاسري والاجتماعي فإدارة الوقت هي مهارة حيوية تساعدنا على تحقيق أقصى استفادة من يومنا من خلال تنظيم المهام ووضع الاولويات وتخصيص الوقت المناسب وتحديد الاهداف .
كانت المسافة بيني وبين الجامعة اكثر من ثلاث ساعات كنت واثناء ذهابي بالسيارة الى العاصمة عمان استمع لما هو مهم في الجانب العلمي للمادة وبذلك  تقليل التوتر واكتساب المعرفة  بدلآ من الإستماع لشيء غير مفيد طوال السفر وبدلآ من الجلوس على مواقع التواصل الإجتماعي دون فائدة كان الإستغلال بسماع محاظرة او قراءة كتاب اونشر وقراءة ماهو مفيد في الغالب .
  في احدى المرات  قمت بأخذ إجازة من عملي  لمدة يومين لأتفرغ لدراسة امتحان لإحدى المواد وتفاجأت أن وقت الفراغ الكبير الذي كان امامي دون ضغوطات من العمل او ضغوطات اجتماعية ونفسية ودون التقيد بوقت محدد، كانت النتيجة  ليس كما ارجو من فهم وحفظ لذلك الإمتحان  وادركت فورآ ان السبب وقت الفراغ والعمل دون ضغوط  وأدركت حينها ان العمل تحت الضغط هو سبيل النجاح والإنجاز. 
كان لطبيعة شخصيتي  والسمات  دور أساسي في قدرتي على تحمل الضغوطات وهي بالتالي  تختلف من شخص لآخر، لذا فالشخص الطموح لا يتأثر ولا يشعر بحجم الضغط المترتب عليه  على عكس الشخص الذي لا يثق بقدراته وفي المقابل كان لتغير طريقة التفكيرالخاصه  بي  والنظر إلى الأمور من منظور إيجابي دور كبير في الوقوف امام التحديات وتحويلها الى فرص للاقتناص وفي ضوء ذلك كان  للحفاظ على الهدوء  وضبط النفس في حالات الغضب والقدرة على تحديد نقاط القوة والضعف لدي أبرز المهارات اللازمة للتغلب على الضغوط الخاصة بي  .
ومن الزاوية الأخرى شاهدت الكثير من هم حولي  كانوا يضيعون اوقات الفراغ الكبيرة دون تحقيق شيء مفيدآ او يتعلمو مهارة او يتصفحو  كتاب، ولذلك يشعرو بأن اليوم يمر بسرعة في ضل روتين يومي بالاضافة الى عدم وجود أهداف واضحة لهم أو الانشغال بأشياء تافهة لاتجدي نفعآ كالهواتف الذكية، التلفزيون، ووسائل التواصل الاجتماعي وإضاعة الوقت في مهام غير ضرورية .
ختامآ ان الأفراد يختلفون بشكل كبير في قدرتهم على تحمل الضغوط وهذا الاختلاف يرجع إلى مجموعة متنوعة من العوامل الوراثية و الجينات من خلال تحديد كيفية استجابة الجسم والعقل للضغوط، كما تلعب التربية  دورًا كبيرًا في تكوين شخصيتنا وكيفية تعاملنا مع المواقف الصعبة وفي ذلك السياق ايضآ تعتبر التجارب السابقة التي مررنا بها في حياتنا، سواء كانت إيجابية أو سلبية، عاملآ مهما في التغلب على الضغوط ومن جهة اخرى تعد مهارات التأقلم دورًا حاسمًا في التغلب على الضغوط .


.