القلعة نيوز- اختتم الملتقى الأردني للإبداع الشبابي مشروع "السلام الداخلي"، الذي أُطلق ضمن برنامج إيراسموس+ لتعزيز السلام الداخلي والتفاهم كأداة لإحداث تغيير مجتمعي مستدام. جمع المشروع شبابًا من الأردن، السويد، فلسطين، تركيا، ومصر في رحلة فريدة من نوعها، امتدت عبر سلسلة من الأنشطة الغنية التي هدفت إلى بناء التوازن الداخلي لدى المشاركين.

تركزت رؤية المشروع على تعزيز فكرة أن التغيير المستدام يبدأ من الداخل، حيث يوفر السلام الداخلي أساسًا لبناء مجتمعات أكثر استقرارًا وتفاهمًا. ومن خلال نهج مبتكر، عمل المشروع على تمكين المشاركين من تحليل جذور النزاعات، وتطوير الحلول الفعّالة لها، ونشر ثقافة السلام بمعناها الأوسع، التي تتجاوز المفهوم التقليدي لتشمل السلام مع الذات.

احتضن المشروع العديد من الأنشطة التي امتدت على مدار أسبوعين، أبرزها محطة البحر الميت التي وفرت بيئة ملهمة للأنشطة المختلفة. استمتع المشاركون بجلسات التأمل اليومية التي ساعدتهم على تحقيق التوازن الداخلي وتنظيم أفكارهم، بالإضافة إلى ورش عمل متنوعة دمجت بين الفن والتأمل كوسيلة للتعبير عن الذات وتعزيز مهارات حل النزاعات. لم تقتصر الفعاليات على الجانب الفردي، بل شملت أيضًا أنشطة جماعية جمعت المشاركين في مناقشات بنّاءة وجولات ثقافية، حيث تعرفوا على التراث الأردني وأثره على تعزيز التفاهم المتبادل.

أضاف تبادل الخبرات بين المشاركين من الدول المختلفة بُعدًا جديدًا للتجربة. فقد استعرض الجميع وجهات نظرهم حول تحديات ما بعد النزاعات، وطرحوا حلولًا مبتكرة تعكس خبراتهم المتنوعة، مما أسهم في إثراء النقاشات وتعزيز التعاون. كما ركز المشروع على دعم اللاجئين من خلال جلسات مخصصة لتعزيز صحتهم النفسية وبناء مهاراتهم في التعامل مع النزاعات اليومية.

المشروع لم يقتصر على الأنشطة المباشرة، بل ترك أثرًا طويل الأمد على المستويات الشخصية والمجتمعية والإقليمية. على المستوى الشخصي، اكتسب المشاركون أدوات نفسية ساعدتهم على مواجهة التحديات بثقة أكبر. أما على المستوى المجتمعي، فقد أصبحوا سفراء للسلام الداخلي في بيئاتهم المحلية، يعملون على نشر ثقافة التفاهم والسلام. وعلى المستوى الإقليمي، أسس المشروع شبكة تعاون قوية بين الشركاء، التزموا من خلالها بالعمل المشترك لتحقيق السلام المستدام.

بينما اختُتمت فعاليات المشروع، تبقى رؤيته مستمرة. يخطط الملتقى الأردني للإبداع الشبابي للاستفادة من الدروس المستفادة لتطوير مبادرات جديدة وتصميم مشروعات مبتكرة تلبي احتياجات المجتمع. كما يسعى إلى نشر قصص نجاح المشاركين وتسليط الضوء على تجاربهم الملهمة، إلى جانب توسيع الشراكات مع مؤسسات محلية ودولية لتعزيز التأثير وضمان استدامة نتائجه.

للمزيد من المعلومات عن أنشطة الملتقى ومشروع "السلام الداخلي"، يمكنكم زيارة موقعنا: jyif.org
.