القلعة نيوز-احمد محمد السيد
المواطنة وجُغرافية المكان الساعة 5 من مساء يوم السبت 28/12/2024م في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين
ومايلي نص المحاضرة
بسم الله الرحمن الرحيم.
- معالي الأخ الدكتور حازم قشُّوع
- سعادة الشاعر الأستاذ عليَّان العدوان/ رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين
- السادة أعضاء اتحاد الكتاب والأدباء/ الطبقة المستنيرة في الأردن
- أيتها الأخوات... أيها الإخوة الكرام...
... أُحييكُم في هذا المساء العمَّاني الجميل من بيت الكُتَّاب وعرينهم اتحاد الكتاب والأدباء الأردنين... وأتقدم بالشكر الجزيل لأخي وصديقي الشاعر الأستاذ عليان العدوان واللجنة الثقافية بالاتحاد؛ لإتاحة الفُرصة لي للتحدث بهذه المُحاضرة الهامة.
... وأتقدم بالتحية والاحترام والتقدير إلى معالي الدكتور حازم قشُّوع الذي أرتبط معه بصداقة وأخوَّة ... وقد تزاملنا مرتين في وفود ثقافية وبرلمانية إلى العاصمة الأذربيجانية باكو؛ لحضور مؤتمر حوار الحضارات والثقافات.
... وإذا تحدثنا عن عنوان المُحاضرة (المواطنة وجغرافية المكان) فإنني أقول:
* بأن (المواطن): هو فرد أردني.
* و (الوطن): هو المكان الذي يعيش فيه المواطن.
* و (العامل الأهم للمواطن) و(واجبات المواطن): فهي العمل والإنجاز وبناء الوطن وحمايته، وتُوفِّر له الدولة كامل الحقوق التي يستحقها.
... وهنا نحن نطرح السؤال التالي: هل تمتَّع أجدادنا بموطن كريم أقاموا فيه كيانًّا لهم بحيث أصبحوا قِصَّة نجاح مع المكان؟
* للإجابة عن هذا السؤال/ نرجع لأجدادنا الأوائل في (عين غزال) وتاريخ عمَّان القديم الذي يعود لأكثر من 9000 سنة... فقد بنوا المعابد (الجانب الديني) وطوَّروا الزراعة (الجانب الغذائي) وبنوا الأسوار (حماية المكان والكيان) كما يقول صديقي العلَّامة المكتشف الجغرافي العالمي الدكتور محمد وهيب عندما يتحدث عن سور عين غزال الذي يُعتبر من أقدم أسوار العالم.
... لقد استقر الأجداد حيث الماء بجانب سيل عمَّان وبجانب عين غزال التي سميت بذلك بسبب عيون الماء التي كانت تشتهر بها، التي كانت ترد عليها الغزلان حتى تشرب فيها لذلك سُميت بـ (عين غزال).
... لقد نجح الأجداد في إعطاء صورة ناصعة البياض للمواطنة الصالحة، فأصلحوا الأرض وفلحوها، وأقاموا المنشآت المائية وأشادوها، وبنوا المساكن والمخازن للأغلال وعمَّروها، وبقيت الشواهد الأثرية حاضرة على عمُق المُواطنة الأردنية التي تمتد بجذورها إلى العصور الحجرية، ولا زال المكان شاهدًا حيًّا نابضًا في (عين غزال) في عاصمة المجد عمَّان مدينة التاريخ والحضارة.
... كذلك قِصَّة نجاح الأجداد بالمواطنة في بناء أبراج عمَّان العمونية والدفاع عن العاصمة بكل قوة من خلال الأبراج حيث نشاهد نموذجًا لهذه الأبراج في برج الملفوف الإسطواني الدائري في جبل عمَّان المُلاصق لدائرة الآثار العامة بالقرب من الدوار الثالث، علمًا بأن جبل عمَّان قديمًا كان يُعرف بجبل الملفوف؛ للدلالة على برج المراقبة هذا... أما المكان فكانت السهول الزراعية المنتشرة في مأدبا وإربد وعمَّان وغيرها التي كانت تزود روما قديمًا بالقمح.
... واستمرت زمن الرومان ببناء مدن حلف المدن العشر (ديكابوليس)، التي كانت عمَّان إحدى هذه المدن... انظروا إلى كبير مهندسي جرش (فيثاغور زابيدوس)/ حيث قال الخبراء أنه من بنى جرش بمعاونة العمال/ هذا هو ابن زبيد/ (زابيدوس) وكيف جعل من جرش قبلة للعالم فأحسن التَّصرف بالمكان.
... وفيما يتعلق بالمدرج الروماني في عمَّان وهو من الآثار الفريدة في العاصمة عمَّان فإنني أذكر هنا رأي صديقي الدكتور عبد الفتاح البستاني/ عضو جمعية الآثار الأردنية عندما يقول بأنه من الأفضل أن نقول المُدرج العمَّاني وليس الروماني، فحتى لو افترضنا بأن المهندس روماني فإننا نتساءل هنا من هم الذين بنوا هذا المدرج؟ وهنا نقول بأنهم العُمَّال العمَّانيون أو الأردنيون لذلك فمن الأفضل أن نقول عنه/ المدرج العمَّاني وليس المدرج الروماني؛ لأنه تم البناء بسواعد العمَّانيين والأردنيين.
... وزمن المسلمين تم بناء القصور الصحراوية مثل: قصر عمره وقصر الخرّانة وقصر المُشتى .. وإذا تحدثنا عن تلك القصور في البادية فهي عنوان محبة الأوطان/ حُب الأوطان من الإيمان/ والرسول محمد صلّى الله عليه وسَّلم قال: "والله لولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت"... في إشارة لحبه للوطن (مكة).
- علمك بعمَّان قرية/
... عندما جاء الأمير عبد الله بن الحسين إلى عمَّان عام 1921م.
... ابتدأت الدولة الأردنية الهاشمية بوصول الملك المؤسس إلى محطة عمَّان بالقطار قادمًا من مدينة معان.
... وبعد ذلك بدأ الملك المؤسس بإقامته في (خيمة ماركا) عندما استقر الملك المؤسس وحاشيته في البداية في المنطقة السهلية التابعة لعشائر الدعجة في ماركا في نفس موقع مطار ماركا اليوم.
... ومن خيمة ماركا... جاء اسم منطقة ماركا في العاصمة عمَّان... فهي تعني مكان راحة الأمير أو –مُتكأ الأمير- أو (مركا الأمير)... لأنه في بيوت الشعر عند البدو يضعون المخدّات والوسائد كمركى للراحة للجالسين... وبمرور الزمن صار الاسم (مركا)... ثم ثبت الاسم فيما بعد (ماركا) كما هو عليه الآن...
... وبعد ذلك استقر الملك المؤسس في الديوان الأميري المؤقت بجانب المدرج الروماني (في خيمة المدرسة العسبلية) بجانب فندق فيلادلفيا في عمَّان المُلاصق للمدرسة العسبلية.
... وبعد ذلك في عام 1924م تم بناء قصر رغدان.
- وبعد وُصول الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين كانت بداية الإعمار في عمَّان... وفي عام 1923م تم بناء المسجد الحسيني الكبير.
- وفي عام 1927 تم افتتاح المستشفى الطلياني في عمان واستمر الإعمار والتحديث في عمَّان بشكل متسارع.
... وقد توسعت العاصمة عمَّان التي كانت تُعرف بمدينة الجبال السبعة من جبل القلعة إلى جبل الجوفة إلى جبل التاج إلى جبل الأشرفية إلى جبل النظيف إلى جبل عمَّان إلى جبل نزال العرموطي.
... وحتى لا نجعل كل هذه المُحاضرة في الحديث عن النظريات والتعريفات فإنني أرغب في الحديث عن نماذج من المواطنة وذاكرة المكان في العاصمة عمَّان سيِّدة الجميلات وسيدة العواصم وأجمل عاصمة في الدنيا.
... وذلك من خلال تدويني لتاريخ العاصمة عمَّان في موسوعة عمَّان أيام زمان التي استمر العمل بها لمدة 15 عامًا وأصبحت الآن أضخم موسوعة في العالم عن عاصمة (حوالي عشرة آلاف صفحة).
سيل عمَّان أو نهر عمَّان
... ومن الجدير بالذكر أن معظم عواصم العالم القديم قد بُنيت على ضفاف الأنهار، فعلى سبيل المثال العاصمة الفرنسية باريس بُنيت على ضفاف (نهر السين)، والعاصمة البريطانية لندن بُنيت على ضفاف (نهر التيمز)، والعاصمة النمساوية فينا بُنيت على ضفاف نهر (الدانوب).
... وكذلك فإن العاصمة المصرية (القاهرة) قد بُنيت على ضفاف (نهر النيل)... وكذلك العاصمة السورية (دمشق) على ضفاف (نهر بردى)، والعاصمة العراقية (بغداد) على ضفاف (نهر دجلة).
... وعمَّان كذلك لم تُشذ عن هذه القاعدة فقد بُنيت على ضفاف (سيل عمَّان) أو نهر عمَّان.
... لكن مع الأسف فقد قُمنا بتجفيف سيل عمَّان الذي كان أجمل شيء في العاصمة عمَّان بسبب الشفط الجائر للمياه، وبسبب إقامة شارع سقف السيل، والاسم الرسمي لهذا الشارع هو شارع قريش.
... وبما أننا بكل أسف قد جففنا سيل عمَّان أو نهر عمَّان الذي كان من أجمل وأهم معالم عمَّان وكان السبب في اتخاذ عمَّان عاصمة للأردن.
... لذلك فإن الجيل الحالي جيل المراهقين والشباب الآن لم يرَ نهر عمَّان ولا يعرفون بأنه كان هناك سيل أو نهر في عمَّان... لذلك فقد اقترحت على معالي أمين عمَّان استذكارًا لسيل عمَّان أو نهر عمَّان بأن نقوم بعمل (بانوراما سيل عمَّان) بحيث نضع شاشةً ضخمةً عند محطة الباص السريع عند مباني أمانة عمَّان في راس العين ومقابل طلعة المصدار حيث كان يجري سيل عمَّان بحيث نصَوِّر بالصوت والصورة على هذه الشاشة الضخمة قصة سيل عمَّان أو نهر عمَّان الذي لولاه لما كانت عمَّان عاصمة الأردن لذلك أقترح على أمانة عمَّان عمل (بانوراما سيل عمَّان أو نهر عمَّان).
عمَّان بين الأمس واليوم
... يقول المثل القديم (عِلمك بعمَّان قرية) وهذا صحيح... لأنه عندما تأسست بلدية عمَّان عام 1909م برئاسة المرحوم إسماعيل بابوق وهو من إخواننا الشركس كانت مساحة عمَّان آنذاك ما بين 2 إلى 3 كيلو متر مربع على ضفاف سيل عمَّان/ أي (تقريبًا) من عند مباني أمانة عمَّان الجديدة في منطقة راس العين إلى عند مبنى أمانة العاصمة القديم عند المدرج الروماني، الذي أصبح الآن مديرية المكتبات بالأمانة ومكتبة أمانة العاصمة... بينما مساحة أمانة عمَّان الكبرى الآن حوالي 800 كيلو متر مُربع... وكان عدد سكان عمَّان –آنذاك- حوالي 2000 إلى 3000 نسمة بينما يقترب عدد سُكان عمان الآن من 5 ملايين نسمة... قفزة كبيرة مُذهلة (غير طبيعية)... - وين كُنّا ووين صُرنا؟"
كيف تم تخطيط مدينة عمَّان
... وقد تم تخطيط العاصمة عمَّان بأسلوب المدينة الإسلامية... وذلك بأن يكون مركز المدينة المسجد الجامع وأمامه ساحة السوق، وقريبًا منه دار الأمارة وحوله الأحياء السكنية..
... وإن ذلك يتطابق مع تخطيط عمَّان... فمركز المدينة هو الجامع الحسيني الكبير، وأمامه ساحة السوق والأسواق التجارية، وقريبًا منه على بُعد مئات الأمتار فقط كانت دار الأمارة أي مكان إقامة الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين (في البداية عند المُدرَّج الروماني)... وحولها الأحياء السكنية... ونحن نرى تخطيط المدينة الإسلامية المُشار إليه أيضًا في العواصم الإسلامية مثل بغداد والقاهرة ودمشق والقيروان ومُدن المغرب العربي... وغيرها.
... وقد كان أول المهندسين في بلدية عمَّان المهندس المعماري الشريف فوَّاز آل مهنا (والد سمو الأميرة وجدان الهاشمي) فكان أول من قام بتخطيط العاصمة عمَّان.
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
... لقد تكرر ذلك بعد نكبة فلسطين عام 1948م بعد نزوح أعداد ضخمة من إخواننا الفلسطينيين إلى الأردن... وبعد ذلك بعد النكسة أي بعد حرب حزيران عام 1967م ونزوح أعداد ضخمة من إخواننا الفلسطينيين من الضفة الغربية لنهر الأردن باتجاه الضفة الشرقية ولا سيما إلى العاصمة عمَّان.
... فأصبحت عمَّان تُعرف بعاصمة المُهاجرين والأنصار.
... فتكررت المؤاخاة بين المُهاجرين والأنصار في المدينة المنورة عندما قام النبي محمد صلى الله عليه وسلم بترتيب دولة المدينة... لذلك قام النبي محمد بالمؤاخاة بين الأنصار أنفسهم أي المؤاخاة بين الأوس والخزرج... وبعد ذلك المؤاخاة بين المُهاجرين والأنصار ضمن عقد اجتماعي في دولة المدينة.
... ونعود للتآخي بين الأردنيين والفلسطينيين بعد النكبة عام 1948م وبعد النكسة عام 1967م.... فقد تقاسمنا رغيف الخبز... وفي عمَّان والمدن الأردنية هناك بيوت استضافت عائلات فلسطينية لمدة طويلة أحيانًا أكثر من سنة وتقاسموا معهم رغيف الخبز... والدولة الأردنية هيأت لهم التعليم في المدارس والانخراط في الوظائف والحكومة والجيش وفتحت المجال لهم للنشاط الاقتصادي... فكانوا عاملًا مهمًّا في نهضة الأردن صناعيًّا وتجاريًّا وزارعيًّا... وظهر منهم رؤساء حكومات ورؤساء للديوان الملكي وقادة وألوية في الجيش والأجهزة الأمنية وأصحاب بنوك وصناعات وشركات تجارية وحرفيين وأطباء ومهندسين ومحامين... وفي كل القطاعات وبما أنهم متعلمون وأصحاب خبرات فكان لهم دور كبير في تقدم الزراعة والصناعة والتعليم والمهن وفي كل القطاعات.
... وحصل النسب والمُصاهرة فصرنا عائلة وأسرة واحدة... الأعمام من عمَّان والأخوال من القدس... الأعمام من السلط والأخوال من نابلس... الأعمام من الكرك والأخوال من الخليل.
... لقد حصل ذلك ضمن عقد اجتماعي رائع... وقد كان لحصول الفلسطينيين على جواز سفر أردني المتنفس الذي أتاح لهم السفر إلى كل أنحاء العالم وتأسيس مصالح تجارية وصناعية وثقافية وأكاديمية.
... لقد أصبحوا مواطنين ضمن العقد الاجتماعي الذي حصل... وصار شعارنا في الأردن/ "كلنا أردنيون إذا كان الأمر يتعلَّق بالأردن، وكلنا فلسطينيون إذا كان الأمر يتعلَّق بفلسطين".
... كما قُلنا كان لحصول الفلسطينيين على جواز سفر أردني المتنفس الذي أتاح لهم السفر إلى كل أنحاء العالم وتأسيس مصالح تجارية وصناعية وثقافية وأكاديمية... فقد وفَّر جواز السفر الأردني للفلسطينيين حمايةً وأتاح لهم الانطلاق نحو كل الاتجاهات.
... والمهم في الموضوع ما يتعلق بالأردن والعاصمة عمَّان (عاصمة المُهاجرين والأنصار).
... لقد أصبحوا مواطنين ضمن العقد الاجتماعي الذي حصل.
... وكما يقول دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة: في الأردن لا يوجد فلسطينيون... بل يوجد أردنيون من أصل فلسطيني.
... وأضاف الروابدة بأن كل إنسان في الأردن له رقم وطني فهو مواطن أردني..
... وكما يقول معالي الدكتور ممدوح العبادي: الوطن للجميع.
... عطفًا على هذا الموضوع وردًا عل من يشكك ويقول أنه كان من الخطأ إعطاء الفلسطينيين جواز سفر... أقول لولا جواز السفر الأردني لأضعنا فرصًا كثيرةً على الفلسطينيين فلا يستطيع أن يسافر ولا يستطيع أن ينطلق إلى مختلف أنحاء العالم... فهذه الإبداعات والقيادات الفلسطينية التي أصبحت رقمًا صعبًا في جميع أنحاء العالم قد قدمت فائدةً كبيرةً في دعم القضية الفلسطينية في هذه الدول وظهر منهم إبداعات وقيادات عظيمة.
- برأيي أنه لولا جواز السفر الأردني لكان وضع الفلسطينيين في الأردن وفي أنحاء العالم مُماثلًا لوضع الفلسطينيين في سوريا/ في مخيم اليرموك وفي لبنان/ في مخيم عين الحلوة وصبرا وشاتيلا وغيرها من المخيمات حيث بقي الفلسطينيون داخل هذه المخيمات دون أن يكون لديهم الفُرص الكبيرة للانطلاق إلى فضاءات واسعة وبناء أنفسهم والتحليق نحو الابداع في العلم والاقتصاد والسياسية.
* عِلمًا أن الفلسطينين الذين انتشروا في العالم والمهجر والشتات أصبحوا شخصيات مرموقة وقوى ضاغطة لصالح القضية الفلسطينية، وأكبر دليل على ذلك أنه بعد حرب طوفان الأقصى في غزة نتساءل ونقول:- مَنْ هم الذين يُحرِّكون المظاهرات والاعتصامات والضغط الشعبي في أوروبا وأمريكا وفي مُختلف أنحاء العالم؟... وحتى المظاهرات التي قلبت الموازين داخل الجامعات الأمريكية..
* ومن الجدير بالذكر أن الفلسطينيين سواء في الأردن أو الذين انتشروا في جميع أنحاء العالم لا يزالون متمسكين هم وأبناءهم بحق العودة والمطالب المشروعة لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وهم داعمين بشدة للقضية الفلسطينية ولا يزالون متمسكين بالمطالب العادلة للشعب الفلسطيني.
* وعلى سبيل المثال (رشيدة طليب) عضو الكونغرس الأمريكي وهي من أصل فلسطيني أليست مُتعاطفة مع القضية الفلسطينية.
الفسيفساء العماني الجميل من كُل الأصول والمنابت
... وإذا تحدثنا عن الفسيفساء الجميل في العاصمة عمَّان الذي يتكوَّن من أصول وأعراق وإثنيات مُختلفة من المواطنين... فإنني أتذكر فيما يتعلَّق بهذا الموضوع بأنني قرأت مقالًا لمعالي الدكتور جواد العناني قال فيه بأن عمَّان الحديثة بعد تأسيسها في بدايات القرن الماضي تحتوي على حوالي 52 إثنية وعرقية... فعلى سبيل المثال نجد في عمَّان الشركسي والشيشاني والشامي والنابلسي وبلقاوية عمَّان والسَّلطية والأرمن والبشناق والحجازية واليمنية والطوائف المسيحية والدروز والبشناق... الخ.
... لكن هذه التعددية العرقية والثقافية كان لها أثر إيجابي وليس سلبي وجميعهم انصهروا في بوتقة عمَّان وهم عمَّانيون وأردنيون... وهم مواطنون أردنيون... نُكرر هنا بأن هذا التمازج والحوار الثقافي إيجابي وليس سلبيًّا وصار بين هذه الأصول والثقافات المختلفة نسب ومُصاهرة... وظهر حِراك ثقافي إيجابي... عِلمًا بأن الأريحية لدى القيادة الهاشمية سمحت لهذه الأعراق والأصول والإثنيات المُختلفة بأن يحتفظوا بثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم... لكنهم بنهاية المطاف هم مواطنون أردنيون وعمَّانيون.
... أفرزوا مُبدعين وقيادات أردنية رائعة في مُختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والعشائرية والفنية... وقد أثْروا مسيرة الأردن والدولة الأردنية بعطائهم وانتمائهم وإبداعاتهم.
... إن كل الفسيفساء الجميل في الأردن ولا سيما في العاصمة عمَّان قد انصهر ضمن البوتقة الأردنية أو بوتقة عمَّان ضمن عقد اجتماعي رائع وثوابت مُتفق عليها ومن هذه الثوابت:
أولاً/ بغض النظر أنهم من أصول وأعراق مختلفة لكنهم مواطنين أردنيين...
* الأردن أولاً وثانياً وثالثاً... حتى لو أنهم جاءوا من آخر الدنيا.
- ثانياً: القيادة الهاشمية ضرورة لا مناص عنها للأردن... بإجماع من كل فئات المجتمع... ولا سيما بعد أن شاهدنا الربيع العربي أو الجحيم العربي وما حدث في دول مجاورة أو بعيدة من دمار شامل وتدمير مقومات الدولة بينما بقي الأردن والعاصمة عمَّان واحة أمن واستقرار ينشدها كل من يطلب الأمن والأمان وذلك بفضل عبقرية القيادة الهاشمية الحكيمة ووعي الشعب الأردني ويقظة أجهزتنا الأمنية.
- ثالثاً: مُصطلح (سَيِّدنا) أي الكلمة التي يُخاطب بها الأردنيون جلالة الملك (سيدنا) من كل فئات الشعب الأردني... فُهناك إجماع من كل الشعب الأردني من كل الأصول والمنابت على ذلك...
- مُصطلح (سيِّدنا) مُصطلح سياسي وديني يعني زعيمنا... و (سيِّدنا) للدلالة على الأسياد والأشراف من العائلة الهاشمية... و (سيِّدنا) هو عميد آل البيت الكرام.
- رابعاً: إنتماؤنا إلى الأمة العربية ورسالة الثورة العربية الكبرى التي نجد شعارها على العلم الأردني بألوانه البيضاء والخضراء والسوداء والحمراء التي تدل على جذور القيادة الأردنية الهاشمية التي تعود لآل البيت الكرام والدولة الأموية والعباسية والتاريخ العربي الإسلامي المجيد... ونجد ذلك في اسم الجيش الأردني (الجيش العربي).
- الدولة الأردنية الهاشمية لديها ركائز (المواطنة) على النحو التالي:- (الله، الوطن، الملك).
... ونتذكر هنا الملك الباني جلالة الملك الحسين بن طلال في خطاباته عندما كان يقول: "الأردنيون من كُل الأُصول والمنابت" "وبأن من يمس الوحدة الوطنية فهو عدوه إلى يوم الدين".
... وإذا تحدثنا عن عهد جلالة الملك عبد الله الثاني فإننا نذكر في هذا المجال:
- بأن جلالة الملك يُخاطب الأردنين بأبناء الأسرة الأردنية الواحدة.
- وقد ركَّز جلالة الملك على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
- ونذكر رسالة عمَّان هذه الرسالة التي تؤكد على التسامح والمحبة والوئام.
- وأسبوع الوئام بين الأديان.
* وإذا عُدنا للتاريخ نستذكر العُهدة العمرية بين الخليفة عمر بن الخطاب وصفرونيوس بطرك القدس.
* وكذلك نستذكر في التاريخ عندما جاء الفتح العربي الإسلامي إلى منطقتنا في الأردن وبلاد الشام... فإن قبيلة تغلب وهي قبيلة نصرانية عربية أصيلة كانت موجودة في منطقتنا هنا أثناء الفتح العربي الإسلامي وقفت قبيلة تغلب إلى جانب العرب المسلمين الفاتحين ضد الروم أو البيزنطيين بحُكم أنهم عرب... وبعد انتهاء الفتح العربي الإسلامي في منطقتنا طلب الفاتحون من قبيلة تغلب النصرانية بأن يدفعوا الجزية بما أنهم غير مسلمين.
... هنا رفضت قبيلة تغلب دفع الجزية... وقالوا: لسنا (بالعلوج) أي نحن عرب مثلكم لسنا من علوج الروم... ونحن مواطنون مثلكم وقد وقفنا معكم بأرواحنا وقاتلنا معكم ضد الروم فلن ندفع الجزية...
... لذلك وافق العرب المسلمون الفاتحون على ذلك ولم تدفع تغلب الجزية.
.. وفي الختام شكراً جزيلاً لكُم لحُسن استماعكُم..
- حماكِ الله يا عمَّان.
- وتحرُسكِ عين الرحمن.
- حمى الله الأردن الغالي.
- وحمى الله القيادة الهاشمية المُظَّفرة.
والسلام عليكُم ورحمة الله وبركاته
.