القلعة نيوز- قبيل تدشين كنيسة معموديّة السيّد المسيح في موقع المغطس، عقد المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام مؤتمرًا صحفيًّا، تحدّث به بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، ووزيرة السياحة والآثار السيّد لينا عنّاب، بحضور صحافيين من مختلف المؤسّسات المحليّة والعربيّة والوكالات العالميّة.
ورحّب مدير عام المركز الكاثوليكي الأب رفعت بدر بنيافة الكاردينال ومعالي الوزيرة، والحضور الإعلامي الكبير، وبالمطران المعيّن إياد الطوال، الذي يُشارك في يوم الحج الكاثوليكيّ السنوي إلى المغطس، لأوّل مرّة، بعد تعيينه الشهر الفائت من قبل قداسة البابا فرنسيس، أسقفًا مساعدًا في البطريركيّة اللاتينيّة ونائبًا بطريركيًّا للاتين في المملكة الأردنيّة الهاشميّة.

ولفت الأب بدر إلى أنّ الكنائس الكاثوليكيّة في الأردن تُحيي الويوم مرور 25 عامًا على الحج لهذه البقعة المقدّسة، والذي بدأ مع الزيارة التاريخيّة للبابا يوحنا بولس الثاني عام ألفين. وقال: بين يوبيل 2000 ويوبيل 2025، شهد الموقع نهضة متعدّدة الأوجه، تمثّلت بإنشاء الكنائس وإشادتها. واليوم، تحتفل البطريركيّة اللاتينيّة بتدشين كنيسة معموديّة السيّد المسيح، بحضور مندوبًا عن قداسة البابا فرنسيس، الكاردينال بييترو بارولين، أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان.

وأشار الأب بدر إلى أنّ الكنيسة الجديدة قد شادتها البطريركيّة اللاتينيّة، على قطعة أرض مساحتها 30 دونمًا، قدّمتها حكومة المملكة الأردنيّة الهاشميّة بإيعاز من جلالة الملك عبدالله الثاني، وكان المموّل الرئيسي لبنائها سعادة السيّد نديم معشر وعائلته، بالإضافة إلى البطريركيّة اللاتينيّة، وعدد من الجهات الخيريّة والدول الصديقة، مثل دولة هنغاريا.

وأوضح الأب بدر بأنّ اليوبيل الفضي للحج الكاثوليكي وتدشين كنيسة المعموديّة هي تكليل لكلّ الجهود التي تضافرت على مدار ربع قرن، وما زالت، في تجسيد لرؤيّة جلالة الملك عبدالله الثاني بأنّ يكون المغطس موقعًا روحيًّا وإنسانيًّا عالميًّا يعكس صورة الأردن الكبير في الوئام والالتقاء بين أبناء البشر، ومستقطبًا لألوف الحجاج والسياح إلى المملكة. وحيّا الأب بدر في هذا السياق الجهود التي يقوم بها رئيس مجلس أمناء موقع المغطس سمو الأمير غازي بن محمد، وإدارة المغطس المحليّة، ووزارة السياحة والآثار، وهيئة تنشيط السياحة.

من جهته، قال الكاردينال بيتسابالا إنّ الأردن أرض مقدّسة، فهي الأرض التي تعمّد فيها السيّد المسيح على يد يوحنا المعمدان، وهي بلد الأنبياء. وعلى مدار ربع قرن، استقبلت المملكة ثلاث بابوات، هم: البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000 حيث بدأ معه الحج إلى موقع المغطس، والبابا بندكتس السادس عشر عام 2009 حيث وضع حجر أساس كنيسة المعموديّة بحضور جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملك رانيا العبدالله، وقداسة البابا فرنسيس عام 2014، الذي صلّى في هذه الكنيسة والتي كانت تحت الإنشاء آنذاك.

وقال: إنّنا فخورون بأن نجتمع اليوم لتدشين هذه الكنيسة بعد سنوات من الانتظار والعمل اليوميّ، بحضور مندوب قداسة البابا فرنسيس الكاردينال بييترو بارولين. وأشاد غبطته بالجهود الكبيرة التي قام بها السيد نديم معشر، وتبرعه السخيّ لتمويل الجزء الأكبر لبناء هذه الكنيسة، والتي ستكون في المقام الأول لخدمة المسيحيين الأردنيين، وثانيًّا لجميع الحجاج الذين سيأتون من مختلف مناطق العالم إلى الأردن للتبرّك بمياهه وبمواقعه الدينيّة والسياحيّة وللتعرّف على أناسه الطيبين.

ومن جوار نهر الأردن، وجّه الكاردينال بيتسابالا دعوة إلى جميع الأصدقاء في العالم لكي يأتوا للحجّ إلى هذا الموقع، بالتزامن مع احتفال الكنيسة الكاثوليكيّة بيوبيل 2025 عامًا على ميلاد السيّد المسيح، وقال: "أهلاً وسهلاً بكم في الأردن، تعالوا ولا تخافوا، فالأردن بلد آمن ومستقر". ورفع غبطته الصلاة من أجل عودة الأمن ووقف إطلاق النار في غزة وفلسطين، ومن أجل سورية، ولبنان مع انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، ولكي تنعم المنطقة بالسلام والهدوء والإطمئان، فتعود أفواج الحجاج والسياح من جديد إلى الأردن لتحجّ إلى مياهه المقدّسة.

من جهتها، أشادت وزير السياحة والآثار السيّدة لينا عنّاب، خلال المؤتمر الصحفيّ، بالتوافقيّة والتشاركيّة بين مختلف الجهات السياحيّة والدينيّة والإعلاميّة لإظهار صورة الأردن البلد الراقي والمستقرّ والآمن والمرحّب بالجميع، مؤكدة على دعوات جلالة الملك عبدالله الثاني الدائمة لأن يكون الأردن مركز اهتمام وجذب للعديد من الإخوة القادمين من مختلف أنحاء العالم، سيمّا وأنّه البلد الوحيد الذي زاره أربعة بابوات، وهذا يعكس مكانة الأردن كمنارة للوئام الديني والعيش المشترك.

وقالت معالي عنّاب: إنّ تدشين كنيسة معموديّة السيّد المسيح هو شهادة على الجهود الكبيرة التي بُذلت من قبل المهندسين والمشرفين والمقاولين والمتبرعين، والذين أسهموا في إنجاز هذا المشروع الرائع. كما يعتبر تدشين هذه الكنيسة خطوة مهمة ضمن التحضيرات للاحتفال بمرور ألفي عام على معموديّة السيد المسيح، والذي سيُحتفل به في عام 2030.

وجدّدت الوزيرة عنّاب التزام وزارة السياحة والآثار بالحفاظ على موقع المعموديّة المقدّس كجزء من التراث الإنسانيّ المشترك، كما أكدت على دوره المحوري في تعزيز التفاهم بين الأديان والثقافات، معربة عن أملها في أنّ يكون تدشين الكنيسة الجديدة إلهامًا لتعميق القيم الإنسانيّة المشتركة من خلال إثراء الروابط الثقافيّة والروحيّة بين أتباع الأديان وتعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب.
.