القلعة نيوز- ناقش خبراء ومتخصصون في مجال التغير المناخي آليات تعزيز مشاركة الشباب بالعمل المناخي وتطوير السياسيات المناخية الوطنية، في مسعى لزيادة قدرة الأردن على مواجه التحديات المناخية وإيجاد حلول مبتكرة لبناء قدرات الصمود الوطني وتحقيق أهداف المملكة المناخية.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية تفاعلية حول وثيقة المساهمات المحددة وطنياً (NDC) والعمل المناخي، التي نظمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) اليوم الأربعاء، بالتعاون مع الجمعية العلمية الملكية ووزارة البيئة وبدعم من مشروع "تعزيز مشاركة الشباب بمراجعة المساهمات المحددة وطنيا والسياسات المناخية على المستوى الوطني".
وهدفت الجلسة، التي تأتي ضمن إطار مشروع "إعداد تقرير الشفافية الأول"، إلى تعزيز مشاركة الشباب بالعمل المناخي وتطوير السياسات المناخية الوطنية، والتي شارك بها شباب ناشطون في مجال المناخ وصنّاع القرار من مختلف الوزارات والمؤسسات الوطنية المعنية.
وقال نائب رئيس الجمعية العلمية الملكية، المهندس رأفت عاصي، إن الجلسة تأتي في إطار التعاون المستمر منذ سنوات مع وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مختلف المجالات البيئية خاصة في مجال التغير المناخي.
وأكد عاصي أن الجمعية العلمية عملت بتشاركية مع عدد من المؤسسات الدولية والوطنية على العديد من الدراسات في مجال التغير المناخي منها المشاركة بإعداد تقرير البلاغات الوطنية الثاني وإعداد إجراءات التخفيف من الانبعاثات في القطاعات المختلفة، وإعداد القوائم الوطنية لحصر الغازات الدفيئة كجزء من تقارير البلاغات الوطنية، وتحديث وثيقة المساهمات المحددة وطنيا.
وبين أن الجمعية العلمية منذ انطلاقتها نفذت عددا من المشاريع والمبادرات في مجالات الترشيد من استهلاك الطاقة والطاقة المتجددة والحصاد المائي وإعادة الاستخدام، مشيراً إلى أن هذه المبادرات تخدم أولويات الأردن في مجال الطاقة والمياه وتسهم في الجهود الوطنية والدولية في مجال التخفيف والتأقلم مع ظاهرة التغير المناخي كما نفذت عدة المشاريع لتوعية المجتمع المحلي بمختلف مكوناته في مجال التغير المناخي.
من ناحيته، أشار مدير برنامج البيئة وتحسين سبل العيش في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدكتور نضال العوران إلى أهمية التعاون الوثيق بين الجهات الدولية والوطنية كافة في مواجهة التغير المناخي والتصدي لآثاره السلبية اذ لا يمكن ان تقوم به وزارة منفردة أو مؤسسة لوحدها إنما هو حصيلة التعاون والتشارك بين المؤسسات كافة وعلى جميع المستويات.
وبين الدكتور العوران أن الحوار يأتي في إطار الجهود الوطنية التي تبذلها المملكة لتعزيز الاستدامة ومواجهة التحديات المناخية، والذي يمثل فرصة حيوية لمناقشة سبل تعزيز الاستجابة الوطنية لتحديات المناخ من خلال تحديث المساهمات المحددة وطنياً و إشراك الشباب هو مفتاح النجاح لبناء مستقبل مستدام ومرن.
من جانبه، أكد أمين عام وزارة البيئة بالوكالة الدكتور جهاد السواعير، أهمية الدور الذي يلعبه الشباب في العمل المناخي، مستشهداً بخطاب سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد الذي ألقاه في افتتاح مؤتمر الأطراف الحالي وأكد فيه على دور الشباب في العمل البيئي والمناخي.
وشدد السواعير على ضرورة إيصال صوت الشباب وإشراكهم في كل المحافل لنقل تطلعاتهم وإنجازاتهم ومطالبهم إلى العالم.
وفي الجلسة الحوارية، ناقش الدكتور السواعير، ومساعد الأمين العام لوزارة الزراعة للمشاريع والتنمية المهندس خالد الحيصة، التحديات المناخية التي تواجه الأردن والفرص المتاحة لتعزيز العمل المناخي.
وركزا على تعزيز الحوار بين الشباب والمسؤولين لتطوير حلول مبتكرة تسهم في بناء قدرات الصمود الوطني وتحقيق أهداف الأردن المناخية.
وعبّر مدير مديرية التغير المناخي في وزارة البيئة المهندس بلال الشقارين، عن تقدير الوزارة للدور الإيجابي الذي لعبه الشباب في إثراء الحوار وأكد التزام بأخذ توصياتهم بعين الاعتبار في تحديث المساهمات المحددة وطنياً.
وشدد على أهمية استمرار الحوار التشاركي لتحقيق الأهداف المناخية وتعزيز مرونة الأردن في مواجهة تأثيرات تغير المناخ.
وكانت الجلسة الحوارية عرضت الوثيقة الحالية للمساهمات المحددة وطنياً والخطط المستقبلية لتحديثها بما يتماشى مع الأولويات الوطنية والتحديات الإقليمية والعالمية.
ووفرت الجلسة منصة تفاعلية للمشاركين حيث طرح الشباب أفكارهم المبتكرة وتوصياتهم العملية وتم مناقشتها مع المسؤولين من الوزارات المعنية وتم التأكيد على أهمية تعزيز العمل التشاركي لضمان مشاركة فاعلة للشباب في صياغة السياسات المناخية.
يشار الى أن مركز البيئة والمياه والتغير المناخي في الجمعية العلمية الملكية يلعب دورًا محوريًا في دعم الجهود الوطنية للتصدي لتغير المناخ حيث يعمل بالتعاون مع وزارة البيئة والشركاء المحليين على تنفيذ مشاريع استراتيجية لتعزيز القدرات الوطنية وبناء مرونة المجتمعات ودعم تحقيق الأهداف المناخية للأردن تشمل هذه المشاريع برامج لتحسين إدارة الموارد الطبيعية وخفض الانبعاثات الكربونية والتكيف مع تأثيرات تغير المناخ مما يعكس الالتزام المشترك بين الجمعية ووزارة البيئة لتحقيق تنمية مستدامة.
--(بترا)
.