نسرين الطويل
في الفترة الأخيرة، تكرر سؤالي عن هذا الموضوع من قبل العديد من الأشخاص، وهم يسألون: لماذا نبحث عن الأسباب في الآخرين؟ لماذا نلقي اللوم على الآخرين عندما نواجه صعوبات وحزنًا في حياتنا؟

لماذا نبحث عن الأسباب في الآخرين؟

في حياتنا اليومية، نجد أنفسنا نواجه تحديات وصعوبات لا حصر لها. نحن نرسم أحلامنا ونطمح إلى تحقيقها، لكن في كثير من الأحيان، نجد أن الواقع يختلف كثيرًا عما نريده.
في هذه اللحظة، نبدأ نشعر بالخيبة والألم، ونبحث عن الأسباب في الآخرين. لكن لماذا نبحث عن الأسباب في الآخرين؟ وما هي العوامل التي تدفعنا إلى ذلك؟
في أعماق الوجود الإنساني، يوجد عالم من الأحلام والأماني التي نرسمها ونصممها بحرية مطلقة، حيث نجد فيها التعبير الأسمى لطموحاتنا وأمانينا.
نحن من نصنع هذه الأحلام ونجعلها رائعة مثالية، حيث نرسم نهايات سعيدة، ونخلق شركاء رائعين، وأطفال ناجحين ومحبوبين، ووظيفة مثالية، ومال وفير، وغيرها من المكتسبات التي نعتبرها أساسية لتحقيق السعادة.
لكن عندما يأتي الواقع بتحدياته وقساوته، وتصطدم الأحلام بالواقع، نجد أن العالم ليس مثاليًا، ولا تتحقق أحلامنا دائمًا كما نريد.
في هذه اللحظة، نبدأ نشعر بالخيبة والغضب والحزن، ونبحث عن شخص ما ليكون أداة انتقامية لنلقي عليه اللوم، أو نجد شخصًا ما لنتحول غضبنا نحوه، في محاولة يائسة لتحمل الألم والخيبة التي نتعرض لها.
ومن هنا نجد أن البعض يلجأ إلى السرور بفشل الآخرين، أو يجد متعة في حزنهم، أو يغذون أرواحهم ويستمدون قوتهم بألم المقربين، بينما يجد آخرون متعة في إيذاء الآخرين، في محاولة للتعويض عن خيبة أملهم وأحلامهم التي لم تتحقق.
وهكذا، نجد أن الخيبة والألم يمكن أن يتحولان إلى عدوانية وسلبية، ما يؤدي إلى تدهور العلاقات الإنسانية وتأجيج النفسيات السلبية. نحن بحاجة إلى أن نتعلم كيفية التعامل مع الواقع بطريقة واقعية، بدلاً من اللجوء إلى الأحلام والخيال.
.