القلعة نيوز:
عمان، الأردن
(يناير 2025) - أصدرت الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت) تقريرها السنوي
لعام 2024، مؤكدة على ضرورة تطوير حلول صحية مصممة خصيصًا لمواجهة التحديات الصحية
الفريدة التي تواجه إقليم شرق المتوسط.
شهد عام
2024 تحديات جسام، حيث تضافرت الصراعات المتواصلة والكوارث الطبيعية المتزايدة
جراء تغير المناخ مع تداعيات جائحة عالمية، مما أرهق الأنظمة الصحية إقليميا وعالميا.
في ظل هذه الظروف الاستثنائية، تبرز امفنت الحاجة إلى توظيف أساليب مبتكرة تتماشى مع
السياقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتنوعة في الإقليم، وعليه، أقامت
امفنت تعاونات استراتيجية مع وزارات الصحة، والمنظمات التابعة للأمم المتحدة، والمنظمات
غير الحكومية الدولية، والكيانات المحلية لجعل هذه التدخلات حقيقة تستحق التوثيق.
وعلى وجه الخصوص،
أحرزت امفنت تقدما في مجال اشراك المجتمعي، حيث كان تأثيرها واضحا بشكل خاص في البلدان
التي تعاني من الصراعات والتحديات الاقتصادية. وقد أثبتت تدخلاتها المجتمعية فعاليتها
بشكل خاص في اليمن، حيث ساهم متطوعو القرى ضد شلل الأطفال في تحسين نتائج الأمراض التي
يمكن الوقاية منها باللقاحات. كما عزز التعاون مع المتطوعات توزيع الإيفرمكتين لمكافحة
داء العمى النهري (كلابية الذنب)، بينما نفذت مبادرات مجتمعية مماثلة في الصومال والسودان.
ركز التقرير بشكل خاص على
جهود امفنت في بناء القدرات في مجال التحصين الروتيني والاستجابة للأمراض السارية.
حيث أظهر أن امفنت قد قامت بتدريب أكثر من 1000 من المهنيين الصحيين على أحدث طرق
الوقاية من الأمراض والاستجابة للطوارئ في مختلف البلدان. وقد أسهمت هذه الجهود
التدريبية في زيادة معدلات الكشف المبكر عن الأمراض داخل المجتمعات وتمكين
الاستجابات السريعة للتهديدات الصحية. كما نفذت امفنت أكثر من 45 جلسة توعية،
ودربت مئات القادة المجتمعيين المؤثرين لتقليل التردد تجاه أخذ اللقاحات.
ولمعالجة النقص في
الكوادر العاملة، ساهمت امفنت في توسيع برامج تدريب الوبائيات الميدانية (FETPs). إذ تم تصميم هذه البرامج التدريبية
العملية لتلبية الاحتياجات الخاصة بالإقليم. وشهد عام 2024 إطلاق دفعات جديدة من البرامج،
فضلا عن تقديم أنماط مختلفة منها، سعيا إلى تعزيز القدرات للتحقيق في تفشي الأمراض
والاستجابة لها.
كما أكد التقرير على التزام
الإقليم بتقدم نهج الصحة الواحدة، وهو هدف تحقق من خلال تسريع التعاون لبناء
القدرات، وتقديم برامج تدريبية وطنية، وتشغيل جهود الرصد المحسنة، مما يدمج
استراتيجيات الصحة العامة، مع الطب البيطري، وعلوم البيئة، في منظور شمولي يعزز
الوقاية من الأمراض ويحسن الاستجابات الصحية عبر الحواجز النوعية.
من زاوية أخرى، تم تسليط
الضوء أيضا على دور البحوث التنفيذية في معالجة العقبات التي تعيق إدارة الأمراض
غير السارية. فجاءت تدخلات امفنت لتكون ذات دور حاسم في تطوير الحلول، وتحسين
الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأولية وعرض نهج الشبكة المبتكر لفرق صحة الأسرة
(FHT).
ولمعالجة عدم المساواة
في مشاركة المعرفة، عززت مبادرات امفنت تمثيل الإقليم في البحوث الصحية العالمية. من
خلال الأنشطة الإلكترونية وغير الإلكترونية، بما في ذلك المؤتمرات والندوات الإلكترونية
والمنشورات، لعبت امفنت دورا محوريا في رفع مكانة الخبرات المحلية وتسريع إنتاج البحوث،
كما هو موضح في التقرير.
كما ساهمت امفنت في رفع
معايير السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي، حيث يشير التقرير إلى أن امفنت قد دربت
حوالي 200 أخصائي مختبري في عام 2024. ركزت هذه الدورات التدريبية على أفضل الممارسات
للتخفيف من التهديدات البيولوجية وأحدث الطرق لتحقيق السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي.
وفي تعليقه على الإنجازات
المحققة خلال العام المالي الماضي، قال الدكتور مهند النسور، المدير التنفيذي لامفنت،
"لم تكن النتائج التي تم تسليط الضوء عليها في هذا التقرير السنوي لتتحقق بدون
التزام وتفاني فريقنا. كما تشهد على الثقة والدعم من شركائنا الاستراتيجيين".
وأضاف الدكتور النسور أنه يطمح لاستمرار امفنت في العمل بلا كلل أو ملل لتحقيق صحة
أفضل للأجيال القادمة.
التقرير متاح
باللغتين العربية والإنجليزية، ويقدم ملخصا لطموحات وآمال امفنت لمستقبل أكثر صحة.
.