القلعة نيوز: بقلم  عامر الطعاني 

رد على من يحاولون إشعال الفتنة بين الشعب الأردني والفلسطيني

في البداية، يجب أن أكون واضحًا للجميع: مواقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية ثابتة وواضحة، ولم تتغير على مر السنين. هذا الموقف ليس مجرد كلمات، بل هو تجسيد حقيقي للولاء والتزامنا العميق بقضية فلسطين، وهي قضية الأردنيين من الأزل. منذ تأسيس الدولة الأردنية، كانت فلسطين دومًا في صدارة أولوياتنا، ولم يطلب الأردن يومًا شكرًا أو تقديرًا من أي طرف. دعمنا لفلسطين هو واجب تاريخي، وهو جزء من هويتنا الوطنية التي تربينا عليها من آبائنا وأجدادنا.

مواقف الأردن لم تكن يومًا مجرد تصريحات إعلامية، بل كانت أفعالًا ومواقف ثابتة في كل المحافل الدولية، سواء كان ذلك في العلن أو خلف الكواليس. قدم الأردن العديد من الشهداء على الأرض الفلسطينية، وما زال يقدم الدعم بكل أشكاله، سواء عبر القوات المسلحة أو من خلال المساعدات الإنسانية، وهو مستمر في دعم فلسطين بكل الإمكانيات المتاحة. وهذا لم يكن يومًا مشروطًا بالشكر أو التقدير من أي جهة، بل كان ويظل واجبًا أصيلًا في قلب الأردنيين.

لكن في الوقت الذي يظل فيه الأردن ثابتًا في مواقفه، نجد من يحاولون زرع الفتنة بين الشعبين الأردني والفلسطيني، وهذا أمر لا يمكن قبوله. نحن، كأردنيين وفلسطينيين، شعب واحد في دولتين، كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني - حفظه الله ورعاه: "الأردنيون والفلسطينيون هم شعب واحد في دولتين، وما يجمعنا أكبر من أي خلاف.” هذه المقولة تجسد تمامًا حقيقة العلاقة بين الشعبين، وتؤكد أننا لا نسمح لأي شخص أو جهة كانت أن تزرع بيننا الفتنة أو تحاول التفريق بيننا. نحن متوحدون في الدم، في الهوية، وفي الهدف.

إن محاولات إشعال الفتنة بيننا هي محاولات فاشلة، لأننا نعلم أن وحدتنا هي قوتنا. عندما نزرع الفتنة بيننا، فإننا نضر بمصالحنا جميعًا، سواء كأردنيين أو كفلسطينيين. لا مكان للفتنة في قلوبنا، ولا مجال للانقسام بين الشعبين الشقيقين. نحن جميعًا ندافع عن نفس القضية، ونحمل نفس الهموم.

أنا لست ناشطًا سياسيًا، ولكنني مواطن أردني أحب بلدي وأعتز بانتمائي لها. حبي للأردن لا يُقدر بثمن، وهذه حقيقة لا يمكن التشكيك فيها. كما أن حبي لفلسطين وأهلها هو حب راسخ في قلبي. العلاقة بين الأردن وفلسطين هي علاقة دم ومصير مشترك، ولن نسمح لأي طرف كان أن يزعزع هذه العلاقة. الأردن سيظل درعًا لفلسطين، وسنظل نحن، الشعب الأردني، نقف دائمًا إلى جانب فلسطين.

وأود هنا أن أتقدم بشكرنا العميق للقيادة الهاشمية، التي زرعت فينا هذه القيم والمبادئ النبيلة منذ عهد الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين، وحتى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين - حفظه الله ورعاه. القيادة الهاشمية كانت دائمًا مصدر إلهام لنا في التضامن والوحدة، وهي التي عززت فينا أهمية الوقوف جنبًا إلى جنب مع فلسطين، ليس فقط بالشعارات، بل بالفعل والدم.

كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني في أكثر من مناسبة: "فلسطين هي قلب الأمة، والقدس في قلب فلسطين”. هذه الكلمات ليست مجرد تصريحات، بل هي تجسيد لمواقف الأردن الثابتة والمبدئية تجاه القضية الفلسطينية، وتؤكد أننا لا نتردد في الدفاع عن حقوق فلسطين في أي مكان، وفي أي زمان.

إننا، كشباب أردنيين أحرار، نسير بخطى ثابتة على خطى جلالة الملك وسمو ولي العهد، قدوتنا الأولى. القيادة الهاشمية، بما زرعته فينا من قيم ومبادئ، تجعلنا متمسكين بالقضية الفلسطينية وبالوحدة الوطنية التي لا تتزعزع. نحن، كشباب، نعي تمامًا مسؤوليتنا تجاه وطننا وأمتنا، وسنظل نقف مع فلسطين، كما علمنا آباؤنا وأجدادنا، ولن نسمح لأي محاولة لتقسيمنا أو زرع الفتنة بيننا.

وفي النهاية، أؤكد مرة أخرى أننا شعب واحد، وأبناء قضية واحدة، ولن نسمح لأي شخص أو جهة بأن تزرع الفتنة بيننا. وحدتنا هي قوتنا، وحبنا لفلسطين هو حب لا يتزعزع، ولن يكون هناك أي مكان للفتن بيننا.

حفظ الله الأردن، حفظ الله ملكنا، وحفظ الله فلسطين.
بِقلم :
#عامر_الطعاني
.