القلعة نيوز:

عمان و واشنطن العواصم السياسية كانتا ليلة البارحة تخضعان لعمليات الرصد من قبل عدسات الكاميرات و منصات التلفزة الإخبارية العالمية و العربية و  أقلام الصحافة الإعلامية و الترجمة الفورية المحترفة و المحرفة  لتصريحات أقطاب الزيارة  الديبلوماسية المحورية التي جمعت الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية و ترامب الرئيس الأمريكي في لقاء هو الأول لزعيم عربي يزور امريكا بعد الانتخابات الرئاسية 2024.
زيارة الملك إلى أمريكا عبر دعوة رسمية مباشرة من الرئيس الأمريكي لمناقشة قضية الساعة (القضية الفلسطينية ) و اخر مستجداتها و تداعياتها ، و التي سبقها تصريحات امريكية ضبابية غير مسبوقة ، متضاربة شكلت حولها رأي عام أنها تأتي في سياق تصريحات من باب المناورة التي يعرفها و يحترفها رئيس  الولايات المتحدة الجديد مستفيدا من خبراته في المفاوضات و المساومات في مجال المضاربة العقارية ، لانها تصريحات تنافي كل أدبيات و ابجديات الأعراف و الاتفاقيات الدولية ، مع اختلاف رغباته التي تتراوح تارة ما بين نقل أبناء قطاع غزة إلى الأردن و مصر لتطويرها عقاريا أو الاستيلاء عليها و إقامة مشاريع تجارية ترفيهية تارة أخرى و في تصريح أخر متضارب أن التهجير غير ممكن لكن سنعمل على إيجاد آلية لإدارتها .
الملك غادر عمان إلى واشنطن قائدا للدبلوماسية العربية ، واضعا احياء روح حالة التضامن للموقف العربي القومي و التنسيق القوي مع الأشقاء العرب  هدفا رئيسيا  نصب عينيه لتكون القرارات في إطار الإجماع و القرار العربي والفكر الجمعي  ، دون تقديم أي تنازلات و التشديد على إعلاء المصلحة الوطنية الأردنية والعربية كأولوية ، ليقدم  رؤيا واضحة كاشفة الملامح لتضاريس المسار السياسي نحو الحل العادل و إرساء السلام في المنطقة ، عنوانه الموقف الأردني و العربي الثابت الرافض لاي مقترح يجيز أو يشرعن مشروع التهجير القسري و يتجاهل حل إقامة الدولة الفلسطينية .
الديبلوماسية الأردنية أظهرت أنها ديبلوماسية وطنية و عروبية ديناميكية توافق مابين ثبات الموقف و مرونة السياسة على المساحة المتاحة،  و جسدت ذلك عندما رضيت بتحمل ثقل و اعباء المواجهة للتصدي للتصريحات و المخططات الأمريكية و التخفيف من حدتها  واستيعاب اندفاعها ثم إقناع صانع القرار الأمريكي بخطورتها و أهمية صياغتها او التراجع عنها و ضبط بوصلة أهدافها، أمر آخر تكفلت هذه الديبلوماسية بقيادة الملك و التقدم لشق الطريق للديبلوماسية العربية للقيام بدور أكبر لها ثقله و وزنه الذي يمكن العرب من فرض و رفض أي  أطروحات و مقترحات امريكية مزدوجة المعايير تراعي مصلحة الثكنة الاسرائيلية و لا تراعي مصالح الأمة العربية.
 الحقيقة أن القضية الفلسطينية هي مسؤولية عربية مشتركة جماعية ، يجب إيضاح بنودها و محورها و الالتزامات المترتبة عليها في اجتماع القمة العربية القادم ، و هذا ما استطاع الملك ترجمته فعليا عندما جاء رده للصحافة " من الصعب أن  يتم تنفيذ ذلك الأمر بطريقة ترضي الجميع " ، و ننتظر  ما ستقدمه الشقيقة مصر و السعودية من مقترحات حول إعادة الإعمار ، في إشارة لرفض أغلبية الدول العربية لمشروع التهجير، بالرغم مع وجود أقلية صغيرة حاولت و تحاول إفشال هذه المساعي و تتحين الفرص بواسطة ماكينتها الإعلامية لحرف بوصلة الموقف و الرأي العام العربي و الدليل ماجاء من ترجمه سريعة محرفة مقصودة  لتصريحات الملك و وضعها في غير سيقاها و استغلالها ، و كأنها كانت تنتظر تلك الفرصة لتكشف عن عورة زيف ادعاءاتها و ممارساتها في كل من يشكل تهديدا على مركز حضانتها و مضيفها ليبقى محتفظا محافظا  على وصاية واجهة التمثيل السياسي العربي كما يدعي .
الملك بكل براعة لم يمنح ترامب فرصة التصريح  خارج البيت الأبيض لحظة استقباله له ولم يعطيه اي وعد  خلال جولة المحادثات الثنائية و كان هذا قمة الديبلوماسية في الرد .
اليوم هو يوم رجال الدولة الأردنية و ليس من هم في الغرف الضيقة و الصوت الخافت و الايادي الخفية التي تعبث من خلف شاشات الأجهزة الخلوية.
القضية الفلسطينية ليست قضية اردنية فقط هي قضية الأمة العربية المركزية و على الكل تحمل المسؤولية و الكل على دراية أن ها الكيان هو أداة وظيفية تستهدف كل الوطن العربي و الأمة العربية كرأس حربة للقوى الاستعمارية و في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي وجب عليها كدولة ديمقراطية كما تدعي أن لا تخالف القوانين والمعاهدات والاتفاقات الدولية وتعمل على انتهاكها ، والا فإن هذا يعني أنها دولة مارقة.
ملخص الزيارة  من عمان إلى  واشنطن العنوان (رفض) انتهى .
الملك استطاع بالحنكة و الخبرة في  الرد الديبلوماسي أن لا يعطي اي  وعد ليظل صادق العهد مع وطنه و شعبه و قضيته .
 على الشارع الأردني ان يحافظ على وحدته و قوة جبهته و ترسيخ معالم هويته الوطنية و الحفاظ على وتيرة وقفاته لدعم وطنه الاردني قيادة هاشمية حكيمة و شعبا أردنيا عظيما و فلسطين قضية مركزية و توأما سياميا.
الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين.
عاش الاردن عاشت فلسطين.
.