القلعة نيوز _ كتب: جهاد مساعده
في عالم اليوم، حيث تنتشر المعلومات بسرعة قياسية، لم يعد التخصص شرطًا أساسيًا لإبداء الرأي. أصبح الجميع يتحدث في كل شيء، ويرى كل شخص نفسه خبيرًا في مختلف المجالات، بغض النظر عن مدى معرفته الحقيقية.
في الحروب، يتحول الكل إلى محللين عسكريين مخضرمين، وفي الأوبئة، يصبح الجميع أطباء وخبراء في الفيروسات، وفي السياسة، يتحول الجميع إلى مستشارين استراتيجيين، بل حتى في العلوم الدينية، يتجرأ الكثيرون على الفتوى دون علم، وفي الرياضة، يصبح الجميع مدربين ومحللين محترفين، وفي المناهج التعليمية، يرى البعض أنفسهم خبراء في تصميمها وتطويرها، رغم افتقارهم للمعرفة التربوية والعلمية اللازمة. هذه الظاهرة ليست مجرد سلوك عابر، بل أصبحت جزءًا من طريقة التفكير الحديثة، التي تفضل الصوت المرتفع على المعرفة الحقيقية.
هناك تفسير نفسي لهذه الظاهرة يُعرف بـتأثير دانينغ - كروجر، حيث يميل الأشخاص الذين يملكون قدرًا ضئيلًا من المعرفة إلى المبالغة في تقدير فهمهم للأمور، بينما يدرك أصحاب العلم الحقيقيون مدى تعقيد الأشياء، فيكونون أكثر تواضعًا في آرائهم. هذا يفسر لماذا يتحدث الجاهل بثقة، بينما يتحدث.
.