مهربي المخدرات والسلاح من عصابات الأسد  يواصلون تهديدهم ضد الأردن

 كتب : عبد الله اليماني

لا زالت عصابات الأسد من مهربي المخدرات والسلاح تواصل عمليات تهريب المخدرات والسلاح من سوريا إلى الأردن ، رغم تراجع عمليات تهريب المخدرات والسلاح بعد فرار زعيمهم من سوريا . وهذا التراجع هو القليل يأتي من باب معرفة كيفية تعامل الحكومة السورية الجديدة مع هذا الموضوع ، خاصة إذا ما رأينا أن الحكم الجديد يعمل على تطهير فلول النظام المخلوع السابق ، الذي كان متورطا في تهريب المخدرات والسلاح .
ومع ذلك ما زال يمارس تجار المخدرات ، عمليات التهريب نحو الأردن، رغم سقوط النظام السوري في كانون الأول 2024م. حيث أعلن الأردن عن إحباط محاولتين لتهريب مواد مخدرة، مما أدى إلى مقتل مهربين وإصابة أحد أفراد قوات حرس الحدود، الأردنية.
واليوم ( سقط نظام الأسد الذي كسب أموالا طائلة  من الاتجار في المخدرات ، إلا أن(   ملف المخدرات ) لم يسقط ، إلى الأبد كونه مخزن مخابئ سرية ، وقد كانت تتم عمليات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن من خلال معبر جابر- نصيب الحدودي، عبر إخفائها في داخل شاحنات النقل.

وكذا (عمليات التسلل ) من الشريط  الحدودي الأردني السوري ، إذ يقوم أفراد العصابات باستخدام عربات نقل، التي يكتشفها حرس الحدود الأردنية ، ويقومون في تطبيق عليهم قواعد الاشتباك .

والمهربين يستخدمون ( الطائرات المسيرة والمقذوفات الجوية) ، حيث أسقطت وضبطت القوات المسلحة الأردنية أكثر من ( 15 ) طائرة مسيرة محملة بالمخدرات والأسلحة، وحمولتها بين ( كيلوغرامين )، و ( 35  )  كيلو جرام ، ويوجد في الجنوب السوري (150 ) شبكة تهريب.

وقد تمكن الجيش الأردني من إحباط ( 485 ) محاولة تسلل خلال سنة واحدة، ومن الفترة (  2020 ) وحتى منتصف ( 2023 ) تمكن من ضبط ( 1700 ) محاولة تسلل .

ويتراوح عدد أفراد هذه الشبكات ما بين (  20)  و150  ) فردا ، وتتوزع أدوارها ما بين ( حَمَالة ) ينقلون المواد المخدرة ، ومسلحين يتولون مواجهة قوات حرس الحدود. والعدد الإجمالي لعناصرها ( بضعة آلاف) مهرب في الجنوب السوري ، ومعظمهم من سكان المنطقة.  ومن ذوي أسبقيات جرميه، ومن أشهر المناطق التي تشهد نشاطا مكثفا في عمليات التهريب، ( الحماد والشعاب ) ، على الحدود ( الأردنية السورية ) .

 

ومؤخرا تعهد وزير الخارجية السوري الشيباني ، ألا يشكل تهريب المخدرات تهديدا للأردن مجددا في ظل الإدارة الجديدة ، وأبرزها تهريب الكبتاغون. والعمل على ( ضبط الحدود ) والسيطرة على ( ملفات الإرهاب والحد من تهريب الأسلحة والمخدرات) التي تشكل خطرا على عمّان ودمشق . ومواصلة التنسيق الأمني بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة.

وأخيرا فرح السوريون كما فرح الأردنيون  كثيرا  بتحرير سورية من قبضة الدكتاتور بشار الأسد وتفتيت إمبراطوريته من عصابة تجار وصناعة وتهريب المخدرات والسلاح ممن فرضوا  الموت في سورية ، وهددوا الأردن في زعزعة أمنه واستقراره ، حيث دفع السوريون ثمن حريتهم أرواحهم ودماءهم ومستقبلهم شيوخا ورجالا ونساء وأطفالا رخيصة من أجل هذا التحرير ، الذي حدث في الثامن من شهر كانون الأول (2024) ،  يومها تنفسوا الصعداء بعد نهاية الحكم الظالم  .

 وقد سيطرت فصائل المعارضة السورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع على العاصمة دمشق معلنة انقشاع الظلام أيامٍ ولَيالٍ خيمت على سورية . وازالت حكم حزب البعث الدموي، الذي استمر مدة( 62)  سنة ، وعائلة الأسد التي حكمت مدة (  53 ) سنة .

وقد كان نظاما فاسدا مرتشيا يحمي العدو الصهيوني ، حيث لم يحرك  الطائرات والمدفعية والدبابات نحو العدو الصهيوني ، وزاد في ذلك بأن دعم النفوذ والتمدد الإيراني في سورية والمنطقة ، وزرع العنصرية بين مكونات الشعب السوري ، كي يبقى في الحكم، وهذه قمة الخيانة العظمى .

وبعد سقوطه أخذت وسائل الإعلام المختلفة، منذ الأسبوع الأول من فراره تكشف عن أماكن وأوكار صناعة المخدرات وأسماء القائمين عليها حيث سلطت الضوء على الجرائم والفضائح التي ارتكبوها إلى العلن شيئا فشيئا . وللآن لم يظهر منها إلا القليل ، أما المخفي فالله أعلم به ، إذ أخذت تتكشف أنواعها وفظاعتها وأساليبها وحجمها وأعدادها وأماكن وجودها .

فالحكم السابق الظالم خلّف جروحا لن تلتئم في قلوب من نجوا منه ،وتجسد ذلك من خلال اختفاء وقتل آلاف الأبرياء من جرحى ومفقودين ( مدنيين عزل صبرا وقسرا ، ولم يميزوا بين كبير وصغير. ولم يتبق إلا شهود ( عيان ) يروون معاناتهم طوال هذه السنوات الصعاب .

خلالها لم يجرؤوا على الكشف عن حجم ( المجازر وأعداد القتلى ) وكثيرا من الفظائع والفضائح التي لا تعد ولا تحصى خوفا من بطش ميليشيا رئيسهم المخلوع ، وهذا الخوف أرحم من الموت ، إنها قصص تلخص فقدان لا يعوض، وسنوات ألم لم تنتهِ بعد. فقد كتبوا أسماءهم وتاريخ سجنهم وإلقاء القبض عليهم على جدران زنازين سجون الأسد.

لماذا غضب الدبلوماسي السوري ؟  

أثار نشر تفاصيل دقيقة عن تجارة وصناعة المخدرات في سورية وتهريبها إلى الأردن وغيرها من الدول ، غَضبَ القائم بأعمال السفير السوري السابق عصام نيال في عمان، بعدما كشفت عن صناعة وتجارة المخدرات وتهريب السلاح في سورية ، وبأنها تعمل على تهديد أمن واستقرار الأردن، وكتبت يومها تحت عنوان :  رياح سموم المخدرات والسلاح المهربة من سورية تغطي أجواء الأردن العسكرية والدبلوماسية والياسمين الشامي يلاطفها.

وأشرت يومها : إلى ازدياد عمليات تهريب المخدرات والسلاح، من سورية إلى الأراضي الأردنية ، وهذا يُحدث انزعاجا في كلا البلدين الأردن وسورية . وظهر ذلك جليا خلال اللقاء الذي دعا إليه القائم بالأعمال عصام  عندما كشف عن انزعاج الدولة السورية ، من قيام الأردن بإطلاق النار صوب  الأراضي السورية ، بذريعة استمرار  تهريب المخدرات والسلاح إلى أراضيه .

ويعلم السيد السفير، أن الأردن لا يثق بكلامه لأن لديه ما هو مؤكد في أن سورية تصنع المخدرات وتتاجر فيها . ولا يحق له الدفاع عن صناعتها والاتجار فيها وعمليات التسلل التي تتعرض لها الحدود الأردنية تجري في صورة مستمرة . ومن الواضح أن الخارجية السورية، تجنبا لاتخاذ موقف أردني ضد القائم بالأعمال السوري في عمان ، قامت باتخاذ بعض التكتيكات المرتبطة بتجارة المخدرات فأصدرت بيانا بذلك . ولكن موقف الأردن ثابت ولا يتغير ألا هو الضرب بيد من نار على  تهريب وتجارة المخدرات والسلاح  التي تأتي من سورية .

وكان الهدف من لقاء السفير السابق(  نيال ) ، مع عدد من الشخصيات الأردنية الحزبية والسياسية والصحفية والإعلامية ، هو إدانة الأردن من جراء قيام الطائرات الأردنية بضرب بعض أوكار تجار تهريب المخدرات والسلاح إلى الأردن . وهذا ما لمسته من اللقاء.

يومها نقل السفير بطريقة دبلوماسية ( احتجاج وشجب واستنكار ) سورية ، على قيام الأردن بشن غارات جوية على الأراضي السورية ، من دون تنسيق بين البلدين. وأن ذلك لا مبرر لمثل هذه العمليات داخل الأراضي السورية. وقد دافع يومها عن سورية دفاعا، مستميتا وكان هذا اللقاء هو ( الأول والأخير ) له . وكشف يومها ( دور سورية ) في مكافحة المخدرات وتعاونها مع الأردن.

وبعد أن  ذاب الثلج وبان ( المخفي انكشف ) بعد التضحيات الجسام التي قدمها أبطال الثورة السورية ، من أجل إنقاذ سورية من حكم الإجرام بكل أنواعه .

يا ترى ما رأي السفير اليوم بما تم الكشف عنه في  صناعة وتجارة المخدرات بأنواعها والسلاح ، وتسليط الضوء على المصانع والمعامل وأماكن التخزين  التي سمح العهد الجديد بكل حرية واستقلالية  بالكشف عنها للعلن؟ .

وقال يومها وهو مرعوب : إن اللجنة الأردنية السورية المكونة من رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي ، ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني، ومن الجانب السوري نائب القائد العام وزير الدفاع العماد علي محمود عباس، ومدير المخابرات العامة اللواء حسام لوقا قد اجتمعوا في عمان .

وخلال الاجتماع الأول والأخير ، وضع  الأردن أمام الجانب السوري الرسمي على طاولة البحث والتنفيذ ملفا ضخما ، من أهم بنوده وأولها  تهريب المخدرات والسلاح إلى الأردن، ومناقشة العديد من القضايا ، التي تهم البلدين ،وانتظر الأردن من الدولة السورية ، تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ، إلا أنهم لم يلتزموا به .

ونظرا لعدم قيام سورية باتخاذ إجراءات رادعة ، وفورية بمنع تهريب المخدرات والسلاح إلى الأردن ، فقد أبدى الأردن انزعاجه  من عدم إيفاء الجانب السوري، بالتزاماته العسكرية والأمنية ، لحفظ سلامة ، وأمن الحدود الأردنية مع سورية .

ومن هنا يأتي قيام الأردن  بضرب الأراضي السورية. ولم تمض ساعات على لقاء نيال ، حتى بدأ تراشق إعلامي بين البلدين، أسبابه تهريب المخدرات والسلاح الذي يمثل خطرا يهدد الأمن والاستقرار الوطني الأردني .

وتناسى السفير : أن الطائرات الحربية الصهيونية تضرب المواقع السورية عشرات المرات شهريا بذريعة ضرب المواقع العسكرية الإيرانية.

وأوضح : في اللقاء إلى أن مادة المخدرات  الكريستال ، تأتي من الشمال السوري ، وهي المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.

وقد زرت السفير : بعد نشر حديثه معنا في وكالات الأخبار الإلكترونية الأردنية المختلفة ، ووجدته غاضبا مما كتبت ولم يشكرني لا بل اخذ يتهكم عما ورد من معلومات في الموضوع الصحافي الذي استندت فيه على وسائل الإعلام السورية والعربية والعالمية ، واللافت أنها أخبار دقيقة وصحيحة، ولكنه لم يؤكدها خشية من بطش(  ماهر الأسد ) وبرغم ذلك تجاهلها ، وهو يعرف جيدا من يروجون لها .

وتجاهل السفير:   أن تجار وصانعي المخدرات  معرفون في سورية ، والسوريون يعرفون كل كبيرة وصغيرة ، عنهم وما يجري في بلادهم والمناطق التي توجد فيها  مصانع المخدرات ومالكيها . فلا أحد يصدق أنهم لا يعلمون ، ما يجري على الأراضي السورية وخارجها. وهؤلاء هم ( دولة داخل دولة ) ويتحركون بكل يسر وسهولة على الأراضي السورية .

 

والمعنيين في الأردن يعلمون جيدا أن لا سلطة للدولة السورية عليهم لأنهم محميين من (ماهر الأسد) لأنه صاحب القرار الأول والأخير ، والسلطة المطلقة في سورية ، وهو من  يهدد أمن واستقرار الأردن،  ومع ذلك لم يوجه الأردن أصابع الاتهام إلى الدولة السورية في  صناعة وتجارة وتهريب المخدرات والسلاح  إلى الأردن ، وإنما وجهها إلى مجموعات إرهابية توجد في سورية . والسوريون الرسميون يعلمون ذلك ، علم اليقين ، من هم حيتان تهريب المخدرات والسلاح، ومن يقف معهم ويدعمهم في سورية ، وأماكن وجودهم بأسمائهم والجهات الداخلية والخارجية التي تتعامل معهم وتساعدهم.

ومن هنا يرى الأردن أن الدولة السورية ، غير جادة وقادرة ومتمكنة  في السيطرة على حيتان التصنيع وتهريب المخدرات والسلاح ، وضبط حدود الأراضي السورية ، لأن ذلك يتم تحت سمعهم وبصرهم . وطالما استمر تهريب المخدرات والسلاح ،  من الأراضي السورية يبقى تهديد الأردن مستمرا لهم . وان ما يتم تزويد الأردن فيه ، من أسماء ألقي القبض عليهم في الداخل السوري شهريا يعتبر شيئا لا يذكر . وبأن ما تم بحثه ، وعرضه على السوريين وطالب بتنفيذه سيبقى  حبرا على ورق، وهذا ما يدركه الأردن جيدا.

وفي حينها قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية : أن ( الأردن زود الحكومة السورية خلال اجتماعات اللجنة المشتركة التي ( شكلها البلدان ) ، بأسماء المهربين والجهات التي تقف وراءهم، وأماكن تصنيع المخدرات وتخزينها وخطوط تهريبها، التي تقع ضمن سيطرة الحكومة السورية، إلا أن أي إجراءات  حقيقية لتحييد هذا الخطر لم يتخذ) . واعتبرت وزارة الخارجية السورية، أن ( لا مبرر)  لضربات يشنها بين الحين والآخر الطيران الأردني في جنوب سوريا في إطار مكافحة عمليات تهريب المخدرات.

وقالت وزارة الخارجية السورية: ( سوريا تشدد على أنه لا مبرر لمثل هذه العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية) ، مشيرة إلى أنها ( تحاول احتواءها حرصا منها على عدم التوتر أو التأثير على استمرار استعادة العلاقة الأخوية بين البلدين) . وهذه المرة الأولى التي تدين فيها دمشق الضربات الجوية الأردنية على أراضيها. ومقابل ذلك أبدى الأردن انزعاجه ، من عدم إيفاء الجانب السوري، بالتزاماته العسكرية والأمنية ، لحفظ سلامة أمن الحدود الأردنية مع سورية ،  المحمية أردنيا  .

ويومها تجاهل السفير : اعتراف رئيسه المخلوع  الأسد في مقابلة متلفزة أن مسألة عبور المخدرات من سورية إلى الأردن ، وهذه حقيقة. وقد تنصل المخلوع : منها عندما أشار إلى أن  مسؤولية تهريب المخدرات والسلاح ، إلى الدول التي أسهمت في خلق ، الفوضى في سورية ، وليست  الدولة السورية. وهذا اتهام صريح إلى الأردن ، فلهذا هو غير جاد في منع تهريب المخدرات والسلاح إلى الأردن ، والعمل على زعزعة أمنه واستقراره .

وقد رفض الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية : أية ( إيحاءات بأن الحدود الأردنية )  كانت يوما مصدرا لتهديد أمن سوريا، أو معبرا للإرهابيين الذي كان الأردن أول من تصدى لهم، بل كان دوما وسيبقى صمام أمان ودعم وإسناد لسوريا الشقيقة وشعبها الكريم في درعا والسويداء المجاورتين وفي كل أنحاء سوريا) .

وكتبت بوضوح، أن هدف الأردن هو التوقف عن  تهريب المخدرات والسلاح ، وإنهاء الوجود الإيراني ، في الجنوب السوري ، الذي حل بعد انسحاب روسيا  ، من الجنوب السوري ، لانشغالها في الحرب الأوكرانيّة، من هنا جاء التمدد الإيراني في هذه المناطق الحدودية .

وقلت : إيران تقوم بنشر مليشيات الفاطميين التابعين لها، وهم من الجنسية الأفغانية، وعددهم يتجاوز(  عشرة ) آلاف مقاتل ، حيث تم تدريبهم في القواعد الإيرانية في سورية ، منها قاعدة الإمام علي  في  البو كمال، وقاعدة الإمام  الاشتر في درعا.  وكانوا يرتدون  لباس الجيش العربي السوري  ، وينتشرون على طول الحدود الأردنية السورية.

وان وجودهم على الحدود يشكل ( ساحة حرب متوترة و مسرحا للاشتباكات ) بين حرس الحدود الأردنيين ، ودعم عصابات مهربي المخدرات والسلاح . حيث يعملون بتوجيه من إيران ، من أجل  زعزعة أمن واستقرار الأردن .

وذكرت : أن قضية  تهريب المخدرات والسلاح ، إلى الأردن من سورية وعلى طول الشريط الحدودي مع سورية ، هي قضية كبيرة ، والعصابات العاملة فيها عصابات سورية ودولية، حيث يستغلون كل ثغرة موجودة في ، الحدود الأردنية السورية ، من درعا غربا حتى المثلث الحدودي الأردني السوري العراقي شرقا . والتي يتجاوز طولها أكثر من 375 كيلو مترا.

وقلت : إذا لم يغلق هذا الملف برمته ، وتقوم الدولة السورية بمنع إيران من تهديد أمن واستقرار الأردن ، وان لم  تقم سورية باتخاذ إجراءات ملموسة على أرض الواقع سيبقى التوتر بين البلدين قائما خاصة بعد أن أخذت عمليات  التهريب  منحى تصاعديا لتصل إلى حد  تهريب الأسلحة الثقيلة وأنواع المخدرات المختلفة، عبر إدخال وسائل جديدة  لتهريب المخدرات والسلاح والمواد المتفجرة  ومنها  استخدام الطائرات المُسيّرة الدرون ، لنقل المخدرات من سورية إلى الأردن . وان التراشق الإعلامي سيد الموقف .

وان كل ما كتبته عن صناعة  وتهريب المخدرات والأسلحة تذكره وسائل الإعلام السورية والعربية والدولية ، وبالتالي، وقلت  في حينها: إن هناك معلومات صحافية تشير ، إلى أنّ سورية تنتج  80%  من إنتاج ، مخدرات  الكبتاجون في العالم ، ويهرب قسم كبير منها إلى الأردن عبر الحدود السورية ، وتستهدِف أسواق الخليج العربي، وعبر ميناء اللاذقية للسوق الأوروبي.

وذكرت : له أنه يوجد في سورية  أحد عشر مصنعا رئيسا، و( 80 ) معملًا في منطقة درعا، توفِر دخلًا سنويا يقدر ب( 5.6  ) من مليارات الدولارات،وهي منتشرة في عموم المحافظات السورية،   السويداء ، وحلب والمناطق الساحلية.

وبعد لِمَ لم يعلن السفير نيال : صراحة من يقف وراء تهريب المخدرات والسلاح إلى الأردن ؟ ومع هذا انتظر رد السفير ، عما كشف عنه من إنتاج المخدرات من قبل شبيحة الأسد الذين كانوا يستهدفون الأردن .

واليوم ما رأي السفير  بما تم الكشف عنه وعن ازدهار صناعة المخدرات والاتجار في سورية ، أيام دفاعه المستميت عن ولي نعمته المنهزم.

وحسب تقديرات الحكومة البريطانية ، كان نظام الأسد مسئولا عن (80 ) بالمائة من الإنتاج العالمي من ( الكبتاجون ) . وأن القيمة السنوية لتجارة (  الكبتاجون)  العالمية تبلغ نحو  10 مليارات دولار، والربح السنوي لعائلة الأسد كان نحو ( 2.4 ) مليار دولار. وقد أصبحت سوريا الموقع الرئيسي في المنطقة لتجارة المخدرات التي تقدر بمليارات الدولارات لاسيما الأمفيتامين السوري الصنع المعروف باسم الكبتاغون.

وقد تعرض الأردن إلى تهديدات خطيرة في السنوات الماضية إبان ( حكم الأسد ) من عمليات تهريب السلاح والمخدرات وعانى من تهريب حبوب الكبتاغون والسلاح  ويذكر : أن ( عمليات تهريب المخدرات والسلاح من سوريا إلى الأردن، أدت إلى استشهاد وإصابة عدد من القوات المسلحة الأردنية .
.