القلعة نيوز:
كتب: الصحفي ليث الفراية
لطالما كانت نقابة المحامين صرحًا أساسيًا في الدفاع عن الحقوق وترسيخ سيادة القانون، لكنها اليوم تواجه تحديات تتطلب قيادة حقيقية تمتلك النزاهة، القوة، والرؤية الواضحة لمستقبل أفضل للمحامين والمهنة ككل. في ظل هذه الظروف، نحن بحاجة إلى شخصيات استثنائية تجمع بين المهنية العالية والالتزام الحقيقي بقضايا زملائهم، والأستاذة رنا التل تجسد هذه الصفات بكل جدارة.
دعم المرأة وتمكينها في قيادة النقابة أصبح ضرورة ملحة، فالمرأة أثبتت قدرتها على تحقيق التغيير في مختلف القطاعات، ومجال المحاماة ليس استثناءً. اليوم، تحتاج النقابة إلى قيادة جديدة تحمل فكرًا متجددًا، بعيدًا عن المصالح الشخصية والتكتلات التقليدية، قيادة تضع مصلحة المحامين والمهنة فوق أي اعتبار آخر. إن تمكين المرأة في مثل هذه المناصب ليس مجرد شعار، بل هو خطوة نحو تعزيز التنوع داخل النقابة وضمان وجود قيادة تعكس تطلعات جميع المحامين.
الأستاذة رنا التل ليست مجرد محامية ذات سجل مهني مشرف، بل هي نموذج للالتزام والجرأة في الدفاع عن الحقوق، سواء داخل أروقة المحاكم أو في الميادين النقابية. فهي تمتلك خبرة قانونية متميزة تجعلها قادرة على فهم التحديات التي تواجه المحامين والعمل على إيجاد حلول عملية لها. كما أنها صاحبة رؤية إصلاحية تهدف إلى تطوير النقابة وتعزيز استقلالية المهنة بعيدًا عن المصالح الشخصية، إضافة إلى موقفها الثابت في دعم زملائها والسعي إلى تحسين بيئة العمل القانوني، من خلال الدفاع عن حقوق المحامين والمطالبة بتشريعات تضمن لهم الحماية والعدالة.
ولكن، كما هو الحال مع أي صوت يسعى للتغيير، تواجه الأستاذة رنا التل ضغوطًا وتحديات من بعض الزملاء لإقناعها بالانسحاب من غمار انتخابات نقابة المحامين. هذه المحاولات، التي قد تكون نابعة من مصالح ضيقة أو حسابات انتخابية تقليدية، تعكس مدى القلق من قدرتها على إحداث تغيير حقيقي داخل النقابة. إلا أن إصرارها على الاستمرار في المنافسة رغم هذه الضغوط يؤكد أنها ليست مرشحة عابرة، بل صاحبة مشروع إصلاحي حقيقي يستحق الدعم.
نحن بحاجة إلى ضخ دماء جديدة في نقابة المحامين، إلى شخصيات تمتلك فكرًا متطورًا يعكس التحديات الحديثة للمهنة. عندما نتحدث عن انتخابات النقابة، فنحن لا نبحث عن شخص يُمثلنا شكليًا، بل عن قائد يحمل هموم المهنة بصدق ويعمل بإخلاص من أجل تحسين أوضاع المحامين. نريد شخصية نزيهة ومستقلة لا تخضع لضغوط المصالح الضيقة، ومحاميًا مدافعًا عن حقوق زملائه قبل أي شيء آخر. كما أننا بحاجة إلى شخص يمتلك رؤية مستقبلية لتطوير النقابة وتعزيز دورها الوطني، ليكون النقابي الذي يضع مصلحة المحامين فوق أي اعتبار آخر.
اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تحتاج نقابة المحامين إلى قيادة جادة ومسؤولة، قيادة تحمي المهنة وتعيد إليها مكانتها الحقيقية. دعم الشخص المناسب ليس مجرد خيار، بل هو واجب على كل محامٍ يؤمن بأن النقابة يجب أن تكون بيتًا لكل المحامين، وليس ساحة لتصفية الحسابات والمصالح الضيقة. إننا بحاجة إلى أمثال الأستاذة رنا التل، لأنها تمثل الشخص الذي نريد، الشخص الذي يحتاجه كل محامٍ حريص على مهنته ومستقبله.
.