سوسن الحلبي

لم يعد للأيام معنى... ولم تعد للمناسبات بهجة نحتفي بها... لقد غابت عنا كل معاني الحياة...
أيامٌ بالكاد نحياها... نرتجي أن تمر بنا بأدنى معاني السلام... نناشد الدنيا بأن تمنحنا ما يعيننا على البقاء وحسب...
لقمة طعامٍ... شربة ماءٍ... وظلال خيمةٍ تؤوينا... ودفء أحضان أحبتنا... نخشى فقدهم في
كلّ حين...
كل أشيائي الجميلة في الماضي باتت سراباً... غاب عني اليوم كل ما كنت ارتاده وأنتمي إليه... أنظر إلى بيتي وأجده حطاماً... لا أستطيع تحريك ساكنٍ فيه... وهناك كانت مدرستي... أمشي إليها كلّ صباحٍ لألتقي بصحبتي وأجمل المعلمات... لا أدري اليوم كم بقي منهم... وجدران المكان صارت خراباً... سحقت الذخائر أركانها والساحات...
لم يبق في الجوار أيّة أطلالٍ أميزها بناظري... دمارٌ هنا... دمارٌ هناك... وأحبةٌ لم يتبق منهم سوى القليل...
كل من بقي منا يحمل في صدره جراحاً... لا يدري كيف يمكن لها أن تلتئم... وكابوس الحرب لا يكاد يخبو... حتى يحاول العودة
لديارنا ثانية...
كم أرجو الحياة كما كانت بحلوها يوماً... وكم أرجو الشمس بأن تشرق على أرضنا بفيض نورها
من جديد...
.