وطنا اليوم_ في خضم التحولات التي تعصف بالعالم العربي يتردد حديث مشبوه عن ما يُسمى بالهوية الجامعة وكأن الأردن بحاجة إلى صياغة جديدة تعرِّف أهله وتعيد رسم ملامحه التاريخية والثقافية هذه الفكرة ليست سوى قناع زائف يهدف إلى تفكيك الهوية الأردنية الأصيلة وتفريغها من مضمونها الراسخ فالأردن وطن عريق ذو هوية متجذرة بُنيت على إرث من القيم والتضحيات والولاء الأردنيون بتنوعهم الثقافي والجغرافي يشكلون نسيجًا وطنيًا متماسكًا صمد أمام العواصف دون الحاجة إلى شعارات مستحدثة أو مشاريع عبثية تهدف إلى إعادة صياغة هذا النسيج الحديث عن الهوية الجامعة يظهر في ظاهره كدعوة لتحقيق العدالة والمساواة لكنه في جوهره محاولة مشبوهة لتسطيح الهوية الوطنية وإذابتها في إطار هجين خالٍ من الخصوصية والانتماء كيف تتحقق الوحدة بإلغاء الخصوصيات الوطنية وكيف يمكن للوطن أن يتماسك عبر شعارات تتجاهل جذوره وهويته الهوية الجامعة ليست مشروعًا بريئًا بل تحمل في طياتها أبعادًا سياسية وأمنية خطيرة تفريغ الهوية الوطنية الأردنية من مضمونها يعني فتح الأبواب أمام تدخلات خارجية ومخططات تهدف إلى إعادة تشكيل الأردن وفق أجندات تخدم أطرافًا تسعى إلى إضعافه وزعزعة استقراره الهوية الأردنية ليست شعارًا يُرفع لتبرير مشاريع سياسية مشبوهة بل هي حصيلة نضالات وتضحيات جسّدها الأردنيون جيلاً بعد جيل الأردنيون ليسوا بحاجة إلى تعريف جديد لهويتهم الوطنية فهم شعب واحد يجمعهم تاريخ مشترك وروابط عميقة لا يمكن أن تختزلها شعارات أو مشاريع تهدف إلى العبث بجوهر انتمائهم الهوية الأردنية التي بُنيت بدماء الشهداء والتضحيات العظيمة ليست قابلة للتشكيك أو المساومة وما يُسمى بالهوية الجامعة ليس إلا محاولة لتشويه هذا الإرث العظيم وطمس معالمه الراسخة إن الدفاع عن الهوية الوطنية الأردنية واجب على كل مواطن مخلص يدرك أن وطنه...