كتب عبدالحكيم محمود الهندي :  مانعاً شاملاً، كان خطاب العرش الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في افتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة العشرين، بل أن الخطاب جاء ليكون بمثابة خارطة طريق لما هو عليه الأردن الآن، وما سيكون عليه في المستقبل بالتعامل مع كل القضايا. وإذا ما بدأنا بالشأن السياسي، وهو الشأن الذي كان يترقب فيه المواطن الأردني ما الذي سيكون عليه الموقف الأردني، فإن الملك، وكما عادة جلالته، أكد مجدداً بأن الأردن لا يتغير ولا يتبدل، خصوصاً في هذه اللحظات الفارقة والحساسة التي تمر بها كل الأمة العربية، وخاصة القضية العربية والإسلامية والمسيحية الأولى، وهي القضية الفلسطينية، فالأردن لن يحيد عن إيمانه بأن السلام هو الطريق الوحيد الذي من خلاله تتحصل الحقوق رغم كل المتطرفين الذي يحاولون إدخال المنطقة في أًتون فوضى لا تُحمد عقباها، ولعل الرسالة الأردنية كانت واضحة الهدف والمعنى، وأما الهدف فهو حكومة التطرف في دولة الاحتلال التي تحلم بأن تجر كل المنطقة الى حرب شاملة لا تًبقي ولا تذر، وأما هدفها من كل ذلك فهو النجاة السياسية من المحاسبة والعقاب. وهنا تحديداً أكد الملك مجدداً بأن الأردن، الذي وقف مع الأشقاء في فلسطين، وتحديداً في غزة، سيبقى اليد المًعينة لهم كما كان منذ بداية العدوان، ففي أحلك الظروف، وأقساها، كان الأردن السباق في إيصال المساعدات وفي تطبيب جراح الفلسطينيين الذين يتعرضون لواحدة من أبشع الجرائم التي شهدها التاريخ الإنساني. وفي سطر واحد، لخص جلالة الملك العنوان الأبرز للسياسة الأردنية حين قال : “نحن دولة راسخة الهوية، لا تغامر في مستقبلها وتحافظ على إرثها الهاشمي وانتمائها العربي والإنساني، فمستقبل الأردن لن يكون خاضعا لسياسات لا تلبي مصالحه أو تخرج...