وطنا اليوم _ولنا في جعفر حسان قدوة، الإطار والرسالة التي تحويها جولة رئيس الوزراء هي علم يُدرّس في كتب المقبلين على تولي المناصب في مؤسسات الدولة، هذه الشخصية التي أثارت الجدل منذ اللحظات الأولى لتوليه منصب رئيس الوزراء، لا زال يبهرنا ويثير الجدل فيما بيننا، فهو يعتبر حالة أردنية جميله (هكذا تم وصفه شكلا)، ولكن الذي زاد جمال خلقته إبهاراً هو جمال خُلقه ونهجة السلوك الإداري المسؤول كأعلى هرم إداري في الدولة، فهو بهذا النهج والسلوك يسطّر أفضل معاني الإدارة، فدولة جعفر حسان تعامل مع الإدارة كإجرائي تطبيقي، ذلك أننا نراه خلال زياراته الميدانية ماشياً على قدمية، يقترب من الموظفين البسيطين والمراجعين كطلبة او مرضى الخ، يستمع لمطالبهم، يستمع لمن هم حقيقين في الميدان، يتلمس المشاكل والهموم، براحبة الصدر والاهتمام وبعزيمة إيجاد الحلول، ولا يكتفي بسؤال المسؤولين أو من ينوب عنهم من الإداريين المرافقين حوله، فهو يخترق الحاشية الملتفة حوله ليصل بسلاسة الى قلب الحدث المواطن (الموظف البسيط او المراجع للمؤسسة) فإذا كانت زيارته لمستشفى فهو لا يكتفي بالاستماع الى الكادر الإداري والطبي، بل نجده يقترب ويتجوّل بين المرضى، يتحدث معهم ويستمع لهمومهم ومعاناتهم بكل اهتمام بلا مرافقين او محيطين يعرقلون هذا الاقتراب. وفي الوقت الذي نسمع ونشاهد من تجاربنا ومتابعاتنا لطبيعة الجولات الميدانية لبعض المسؤولين في بعض المؤسسات، فترة توليهم المناصب المختلفة، تلك الجولات التي لا تعدو كونها شكلاً من أشكال بريستيج المنصب أولاً، ومادة إعلامية لهم غنية ثانيا، ثم ما نلبث أن نفتقد أثرها، ويختفي علينا وهج بريقها بعد الجولة مباشرة، فننسى متى تمت وكيف تمت والأهم: ما الغاية منها أصلا؟ الأمر مغاير تماما في زيارات جعفر حسّان مما ينبئ عن شخصية فذة...