المهندس مدحت الخطيب من أكثر قصائد الشعر النبطي في العصر الحديث والتي دخلت قلبي مباشرة وتأثرت بها كثيرًا، وأمعنت النظر في حروفها حرفًا حرفًا قصيدة للشاعر الأردني الشعبي عازف الربابة شبلاق العجرمي، فروي عنه أنه قد ألف هذه القصيدة وهو على سيل حسبان في ناحية ناعور وهي من المناطق المعروفة القريبة من العاصمة الأردنية عمّان. المتمعن بحروف القصيدة يشعر بالألم والحسرة التي عاشها الشاعر فهي تمتلئ بالشكوى من الإهمال المجتمعي والطبي الذي لحق به، كان رحمه الله يبحث عن أي إنسان يساعده للحصول على علاج لعينيه بعد أن أصابه عمى شبه كامل واحتاج لقطرة للعين باهظة الثمن وغير متوفرة في الأردن فلم يجد من يساعده للحصول عليها فذهب لإحدى المستشفيات الخاصة وحاول شراء بديل عنها لكنه لم يكن يملك المال الكافي فشعر بالحرمان وعاد لمنزله وكتب أبيات القصيدة التي تقول:- يا علي دورلي قلم ما انكتب بيه اخوك من ضيم الدهر ضاق صدره الشعر ماهو عيب للي صدق بيه العيب تطلب من عمى العين نظره من فقد شوفه يا شبلاق بيش تبغى تداويه فاقد بصيره وانت تبي عاد قطره وادري بعض الناس شعري هزو بيه و? فرقوا مابين جمره وتمره وكثير من حاش العلم واعتنى بيه وخلّف معالم وما لقى ناس تقرى هالزمن كافل كل جرح يداويه داوي جروحك بالصبر لين تبرى وان خاواك وداد النفس لا تخاويه يدور بدوره وانت دورك لبكره ومن شد حبلك شد حبله وقويه غير المحبه ما بها بطيب ذكره ومن زرع زرعه لأوان الصيف يجنيه وحتماً يحوش من مطاليع بذره القرش مثل السيف قوه لراعيه القرش يا احمد العيسى مثل السيف قوة لراعيه لا صار ما به من عمى...