كتب د. محمد عبدالله القواسمة: في الأخبار، التي انتشرت في الصحافة ووسائل الإعلام العالمية أن زئيف حانوخ إيرليش الملقب بـ»جابو» هو عالم الآثار والمؤرخ والباحث الإسرائيلي، الذي ظهر برفقة رئيس أركان لواء غولاني بزيه العسكري وببندقيته الآلية، في مبنى بالقرب من موقع أثري بقرية شمع جنوب لبنان، فأطلقت عليهما المقاومة اللبنانية صاروخًا، فانهار المبنى الذي كانا فيه، وأدى إلى قتله وإصابة رئيسه. جاء زئيف يبحث في المكان عن آثار يستطيع أن يزيف بها التاريخ، ويضيفها إلى معلوماته المزورة التي وردت في كتابيه: «السامرة وبنيامين»، و»دراسات عن يهودا والسامرة»، ليدعم رواية الصهيونية بحقها في المنطقة، ويساعد الجيش الإسرائيلي على فهم الأرض التي يقاتل عليها، والنجاح في عمليته العسكرية، والسيطرة على الجنوب اللبناني. من المعروف أن الباحث في التاريخ ينطلق من الواقع المعاين، فالحقائق التي يظهرها الواقع أن هذه الأرض لأهلها العرب، الذين تمتد جذورهم في الماضي البعيد، إلى الحاضر القريب، وأن آثارهم في فلسطين من مساجد وقبور وكنائس باقية، فضلًا عن بقايا بيوتهم التي هُجّروا منها. ولعل مفتاح بيت من مفاتيح البيوت، أو ملعقة نحاسية، أو جرة فخارية من تلك الأدوات التي استخدمتها عجوز فلسطينية أبلغ في الدلالة على وجود العرب الفلسطينيين على هذه الأرض من كل مزاعم التاريخ، والآثار المزيفة. لقد جاء زئيف في احتدام المعركة؛ ليبحث في الإفادة من الآثار اليهودية؛ ليساعد الجنود على تحقيق هدفهم في الاحتلال، وقهر السكان الأصليين. وهذا يخالف ما نعرفه عن العلماء والمؤرخين، بأنهم يعترفون بالحقيقة، ولا يشجعون على الحروب، ولا يحبون سفك الدماء، وإذلال الشعوب، بل يطمحون إلى خدمة الإنسانية. وهذا ما يفسر موقف نوبل، وأينشتاين، وأبي القنبلة الذرية أوبنهايمر من استغلال علمهم من قبل الساسة في غير...