بقلم الدكتور عطا أبو الحاج: في الأنترنت يرتدي الرجال قناع الرجولة، وترتدي النساء رداء العفة، جميعهم يوسف، وجميعهن مريم، في الأنترنت إمرأة عزيز أخرى تراود رجل على حبها ورجل لا يتمنع، المشكلة أن الكل رومانسي والكل متحضر والكل مثقف، والكل أبيض والكل نقي !! الكل فارس والكل شجاع والكل يطالب بالديمقراطية والكل يلعن، متخفيا تحت رداء الاسم المستعار ! الكل ابن عز والكل ابن ناس، والكل أبناء شيوخ، والكل يعيش في القصور والكل ينام على الحرير ! فى الإنترنت الجميع يعيش دور الحكيم والمصلح للمجتمع … يتنمر ويلقح بالكلمات وكانه ليس من هذا العالم. بالإنترنت قلوب مكسورة فاقدة أغلى ما عندها وتتظاهر بالقوة والكبرياء والحقيقه لا احد يدرى بعمق جرحها. في الأنترنت، يعشقون من أول محادثة، فكل اضافة جديدة ( صيدة ) وكل رسالة خاصة ( صيدة ) وكل وردة في رد ( صيدة ) !! في الأنترنت، لا يتقدم العمر بأحد، فلايوجد رجل مسن، ولا توجد إمراة قبيحة، فكلهن ملكات جمال، وكلهم فرسان قبيلة ! إلا من رحم ربي. في الأنترنت، الثمار ليست على بذورها، فلا تنتظر أن تحصد ما زرعت، فقد تزرع الوفاء وتحصد الخيانة !! في الأنترنت، كل الأحلام وردية، وكل الوعود وردية، وكل الحكايات وردية، وكل الليالي وردية، ووحده الواقع ( أسود ) ! ليس الكل كما ذكرت، وإنما الأغلبيه. بالله عليكم لا تلبسو القناع أماما كون أنتم كما أنتم ! فنحن نعرفكم جيدا..