كتب الدكتور محمد الهواوشة : لطالما كان الحديث عن الأحزاب السياسية في الأردن محاطًا بالكثير من الجدل، لا سيما في ظل الانقسامات الداخلية التي تعصف بها من جهة، وتأثيرها المحدود في صناعة القرار السياسي من جهة أخرى. وفي هذا السياق، يصبح التساؤل مشروعًا: هل حقًا تمثل الأحزاب الأردنية صوت الشعب؟ أم أن بعضها أصبح مجرد واجهة سياسية للأفراد الذين يسعون لتحقيق مصالحهم الخاصة تحت عباءة الأحزاب؟ أحزاب سياسية: أفكار أم مصالح؟ منذ تأسيس الأحزاب السياسية في الأردن، كان من المفترض أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الديمقراطية وتمثيل تطلعات الشعب الأردني في شتى المجالات. لكن على أرض الواقع، نجد أن معظم الأحزاب لا تملك قاعدة شعبية واسعة، ولا تتبنى برامج حقيقية أو إصلاحية قادرة على معالجة القضايا الجوهرية التي تهم المواطن. فما الذي يمنع الأحزاب من أن تكون أداة تغيير حقيقية؟ يرجع ذلك بشكل رئيسي إلى سيطرة “المرتزقة” السياسيين، الذين يلتحقون بالأحزاب ليس من أجل الدفاع عن قضايا الناس أو إصلاح النظام، بل من أجل تحقيق مصالح شخصية. هؤلاء “المرتزقة” غالبًا ما يسعون للحصول على مكاسب مالية أو سياسية، سواء عبر التعيينات الحكومية أو المناصب العليا، دون أي اهتمام حقيقي بمصلحة الوطن أو الشعب. المرتزقة السياسيون: استغلال السياسة لأهداف شخصية في واقعنا السياسي، أصبحنا نرى ظاهرة “المرتزقة” تزداد بشكل ملحوظ. هؤلاء الأشخاص يدخلون الساحة السياسية بشكل مفاجئ، يتسلقون المناصب، ويتنقلون بين الأحزاب، ويستخدمون نفوذهم للوصول إلى أهداف شخصية، بغض النظر عن المصلحة العامة. يشكل هؤلاء الأشخاص “طابورًا خامسًا” داخل الأحزاب، يحاولون استغلالها لمصالحهم الشخصية، ويضيعون الفرص الحقيقية للإصلاح السياسي. المرتزقة لا يتورعون عن تبني أيديولوجيات مختلفة حسب الحاجة، ويتنقلون بين الأحزاب السياسية على أمل الحصول...