حنين محمد حسن عساف اعادني الى الحديث عن الهوية الوطنية الجامعة الذي أثار حفيظة البعض، واعتبروه تذويب لهوياتنا الفرعية، ولكن المقصود بهذا المصطلح الذي أثار جدلا غير منطقيا؛ هو الإلتفاف حول الوطن حول أردن واحد دون إقصاء أو تهميش لأي هوية فرعية من مكوناته، الولاء لوطن واحد، والدعوة للمساواة والعدالة بين أفراده لا يعني انكارنا لهوياتنا الفرعية، لكن هذا يحمي الوطن من أي تقسيم أو إلتفاف على هذه الهويات لتقسيم الوطن الي دويلات ضعيفة وهشة متمسكة فقط بانتماءاتها الفرعية، متناسية أننا أبناء وطن واحد نلتف حوله متوحدين متراصين معتزين بهوياتنا الفرعية لكن متفقين على أننا أصحاب وطن واحد. إن الخوف على سوريا وعلى الشعب السوري الشقيق أن تتقسم سوريا إلى دويلات صغيرة متناحرة، تقاتل بعضها لانتزاع قطعة من سوريا الشقيقة لها. إن رؤية جلالة الملك بضرورة توجيه الاردنيين إلى هويتهم الرئيسية الاردنية بعيدا عن الاقصاء والتهميش هي رؤيا حكيمة بعيدة المدى، فلا يجب أن تضيع الأوطان وتتقسم وتتفكك الشعوب بعيدا عن فكرة الوطن الواحد والمواطن المتقبل للإختلاف الذي يقبل الأخر ولا يقصيه. حمى الله الأردن وطنا مستقلا متماسكا، وأخرج سوريا من محنتها دولة واحدة متماسكة قوية يلتف مواطينها حولها متوحدين