وطنا اليوم:بعد أكثر من خمسة عشر شهراً من العدوان المدمّر، يشهد قطاع غزة لحظة فاصلة في تاريخه اليوم، وعلى الرغم من الجراح التي لا تزال تنزف، عاد أهل غزة إلى بيوتهم، بعضهم حاملاً بين يديه أمل العودة إلى الحياة، وآخرون يحملون ذكريات فقدان أحبائهم. هذه العودة، التي كانت تقتصر على الحلم في الأشهر الماضية، باتت حقيقة بعد إعلان وقف إطلاق النار، الذي أثلج صدور أهل الأرض الذين ذاقوا مرارة الخوف والتهجير. في قلب هذه العودة، يتدفق الأمل بين شوارع غزة التي عانت من أصوات الانفجارات والدمار، بينما يكتشف أهلها لأول مرة كيف يبدو الأمان بعد انقطاع دام طويلاً. لم تكن العودة مجرد لحظة عابرة؛ بل هي لحظة زلزلت الأرواح وأشعلت مشاعر فرح قُدّرت بالكلمات، التي لخصت قصة صمود المقاومة وألم الرحيل. وانتشرت تغريدات على منصة “إكس” من مختلف أنحاء العالم مشاهد تعكس فرحة وسعادة عودة النازحين إلى ديارهم، وكل كلمة كانت بمثابة صلاة ودعاء لهؤلاء الذين لم يفقدوا الأمل حتى في أوقات الظلام. الكثير من هذه التغريدات كانت موجهة نحو تقدير عودة الأمل، مثلما فعلت تمار النهار التي كتبت من قلب الأردن، حيث قالت: “الأردن منا ونحن منهم، من قلب غزة مع تكبيرات الفرح.” كان الشارع الأردني، كما ظهر من خلال منشورات المغردين، حاضراً بقوة في دعم غزة، عبر رسائل تحمل محبة كبيرة ومشاركة معنوية في فرحة العودة، تأكيداً على أن الفرح لا يقتصر على الأفراد فحسب، بل يتسع ليشمل جميع الأطياف في المنطقة العربية. عادت الحياة تدريجياً إلى شوارع غزة، ورغم أن جراح الماضي لا تزال ماثلة في الذاكرة، إلا أن الشعور بالعودة إلى الأرض، والبيت، والأحياء التي طُهرت من دمار الحرب، أعاد للناس...