وطنا اليوم:تزدحم شوارع دمشق ببسطات البضاعة التركية، حيث تتصدرها المعلبات، وأنواع البسكوت، والشوكولاتة، وألبسة البالة، بالإضافة إلى بسطات صرافي العملة الذين افترشوا مكاناً رئيساً في ساحة يوسف العظمة. ويعد شارع الثورة والمنطقة المحيطة به، من الأماكن الأشهر لانتشار تلك البسطات، التي سرعان ما امتدت إلى منطقة “البرامكة” و”الحلبوني”، ثم توسعت باتجاه “الفحامة” وسائر أنحاء المدينة، بسبب امتلاء الأرصفة، وعدم وجود شواغر للباعة الجدد. يصيح الباعة 3 علب مرتديلا بـ20 ألف ليرة، وهو عرض مغرٍ بالنسبة للسوريين الذين كانوا يشترون علبة المرتديلا الوطنية الواحدة بـ18 ألف ليرة (الدولار الأمريكي يعادل نحو 14 ألف ليرة سورية). وينسحب العرض نفسه على علب السردين، كما تحضر علب الشوكولاتة السائلة والكونسروة، إلى جانب علب البسكوت الذي تعرض كل 3 قطع منه بـ10 آلاف ليرة. ويختصر مشهد البسطات على أرصفة دمشق وسائر المدن الأخرى، حال الاقتصاد السوري المنهار، وما يعانيه السوريون من شحّ في المواد الغذائية، إضافة إلى قدرتهم الشرائية الضعيفة، عدا عن الغلاء الذي عانوا منه، مقابل رواتبهم الضعيفة التي لا تتجاوز 25 دولاراً في الشهر!. يقول البائع أحمد، القادم من ريف إدلب،: “هناك إقبال كبير على المعلبات التركية، نتيجة رخص أسعارها مقارنة بالسابق، وقد تفاجأنا بأن الزبائن يشترون كميات كبيرة منها”. ويصطدم توافر البضاعة التركية الكبير على أرصفة دمشق، بالقدرة الشرائية الضعيفة للمواطنين الذين يقولون لنا: “الجمل بليرة.. وما في ليرة!”. لكن علبتين من مرتديلا الحجم الوسط، وتحويلهما إلى سندويش تتناوله العائلة على الغداء، يُغني عن شراء متطلبات الطبخة التي تكلف أكثر من ذلك. لكن “أبو محمد” الذي يعيل أسرة من 3 أطفال، يؤكد بأن توافر البضاعة التركية بشكل كبير، يمكن أن يشكل مكسباً للمواطن، إذا ما ارتفعت الرواتب...