كتب د. محمد نهار الهواوشة : لن نركع: الأردن والضغوط الأمريكية على حساب القضية الفلسطينية في ظل تصاعد الحديث عن نوايا الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب لتقليص أو وقف المساعدات الأمريكية للأردن، تتجلى مخاطر جديدة تهدد الأمن الوطني الأردني وتفتح الباب أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية. هذه الضغوط تأتي ضمن خطة أوسع تُعرف بـ”صفقة القرن”، التي تهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية على حساب الأردن ومصر، وتحويل المملكة إلى ما يُسمى “الوطن البديل”. ### المساعدات الأمريكية: أداة ضغط أم شراكة مشروطة؟ تُشكل المساعدات الأمريكية للأردن جزءًا من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وهي تمتد إلى قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة والأمن. لكن هذه المساعدات، التي طالما وُصفت بأنها دعم للشعب الأردني، أصبحت في السنوات الأخيرة أداة ضغط تُستخدم لابتزاز القيادة الأردنية لتقديم تنازلات تتعارض مع ثوابت المملكة الوطنية ومواقفها الراسخة تجاه القضية الفلسطينية. تشكل هذه المساعدات حوالي 10% من الميزانية الأردنية، وهي تُستخدم في مشاريع تنموية حيوية. ولكن هذه المساعدات لا يمكن أن تكون أداة لفرض إملاءات سياسية تتعارض مع ثوابت الأردن. ### الأردن والضفة الغربية: موقف ثابت لا يقبل المساومة إن فكرة الوطن البديل ليست جديدة، لكنها اليوم تُطرح بشكل أكثر عدوانية. يحاول البعض فرض واقع يُنهي حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني. إلا أن الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الواعي، كان وما زال خط الدفاع الأول عن القضية الفلسطينية. فالضفة الغربية ليست أرضًا للمساومة، وغزة ليست عبئًا يمكن للأردن ومصر تحمله نيابة عن الاحتلال. لقد تحمل الأردن، بقيادته وشعبه، عبئًا تاريخيًا وإنسانيًا في الدفاع عن القضية الفلسطينية، واستقبال اللاجئين، والحفاظ على حقوقهم. هذه التضحيات ليست مجرد أرقام، بل هي قصص إنسانية...