بقلم المهندس مدحت الخطيب أفهم ردة الفعل التي انطلق منها عدد كبير من الكتاب والمحللين وصناع القرار والسياسيين والنقابيين والإعلاميين في برامجهم الإخبارية والتحليلية وحتى المواطن العادي حول ما تحدث به الرئيس الأمريكي” والتي غلب عليها بالمجمل العاطفة والالتفاف حول الوطن وقيادته، وإن الأردن الرسمي قادر على امتصاص هكذا فقاعات، ولطالما تعرض لها منذ تكوين الدولة وتجاوزها بفضل الله. نعم، أتفهم خوفهم وحذرهم وخصوصاً عندما يصدر هكذا تصريح من الرجل الأول في العالم، والأكثر دعمًا للكيان الإسرائيلي، حسب ما تحدث به مرارًا وتكرارًا في حملته الانتخابية، ولكن بقناعتي أن هذا الأمر يحتاج إلى بعد آخر بعيدًا عن العاطفة، وخصوصًا أن من أطلقه يهتم بالتجارة والربح والخسارة اكثر من السياسة ودبلوماسيتها . ومن هنا علينا أن نقسم التصريح إلى نصفين: الأول في موضوع التهجير والآخر بموضوع المساعدات الأمريكية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى الأردن والكثير من الدول ومنها مصر والكيان .. ، كلنا يعلم أن برنامج ترامب الأصلي منبثق من برنامج اقتصادي تجاري بحت، وهو الوصول إلى تطبيع مع الدول العربية النفطية للوصول إلى مقدراتها الطبيعية بشكل أكبر، وعمل تحالفات يجسرها التطبيع ” ليخدم الكيان ويجعله القوة الاقتصادية المهيمنة والأقوى في الشرق الأوسط وهذا ما نصت عليه صفقة القرن وتحدثت عنه … لذلك بخصوص التهجير فما هي إلا فزّاعة وجسّ نبض وخربطة للمشهد، وعنوان تهديد بلغة: إمّا التطبيع أو التهجير. الذي حل مكان ما كان يتحدث به الساسة من قبل عن قيام الدولة الفلسيطينة يتبعها التطبيع والعيش بسلام مع الدول العربية برمتها ، اما الان ومع سطوع نجم اليمين المتطرف في اسرائيل فلا دولة فلسطينية على المدى القصر ولا المتوسط لاجل ذلك خرج علينا الرئيس بفكرة...