وطنا اليوم_بقلم ابراهيم السيوف_في زمن أصبحت فيه الدول سلعة على طاولات الصفقات، والكرامة الوطنية مجرد رقم في دفاتر المساعدات، يقف الأردن تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم كقلعة منيعة لا تُساوم ولا تنحني. في عيد ميلاد قائد الدولة الهاشمية، نستحضر سيرة زعيم ليس كغيره من الزعماء؛ قائد واجه عواصف الإقليم والعالم بصدر من فولاذ وعقل من حكمة، وحوّل المملكة إلى رقم صعب في المعادلة الدولية. منذ اعتلائه العرش، حمل الملك عبدالله الثاني راية السيادة الأردنية وكأنها سيف لا يُغمد. أدرك مبكرًا أن العالم لا يحترم سوى الأقوياء، وأن من يتنازل عن شبر من سيادته اليوم سيُنتزع منه الوطن غدًا. لذلك، كان قراره واضحًا: لا بيع ولا تأجير ولا انحناء، مهما بلغت الضغوط ومهما تعددت أشكال الابتزاز السياسي والاقتصادي. في زمن تقاس فيه الولاءات بحجم القروض والمنح، ظل الملك عبدالله الثاني رمزًا للقرار الوطني الحر. لم يسمح لأي قوة دولية بأن تُملي شروطها على الأردن، سواء في ملف اللاجئين، أو صفقة القرن التي واجهها الملك بموقف تاريخي حاسم، أو في المساعدات المشروطة التي قوبلت برفض قاطع لأنها تمس استقلال القرار الأردني. حين أدار العالم ظهره للقدس، كان الملك عبدالله الثاني في مقدمة الصفوف، يحمل قضية المدينة كوصية تاريخية وقانونية لا يمكن التفريط فيها. رفض بصوت عالٍ كل المحاولات الرامية إلى تغيير وضعها القانوني، مؤكدًا أن الوصاية الهاشمية ليست مجرد إرث تاريخي، بل مسؤولية سيادية يدافع عنها بقوة القانون وبحنكة السياسة. لقد جعل الملك من الأردن حائط الصد الأخير أمام محاولات تهويد القدس، رغم تواطؤ الكثير من الأنظمة والصمت الدولي المريب. في عالم تحكمه الاستقطابات بين واشنطن وموسكو، وبكين من...