وطنا اليوم:إلى جانب الزبيدي كانت عائلات أكثر من 66 أسيرا من بين 110 أسرى تحرروا في الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى من صفقة طوفان الأقصى تنتظر في رام الله، وراء كل منهم حكاية امتدت بعضها لـ25 عاما، كما هو حال الأسير قاسم مسلم من بلدة تلفيت قرب نابلس شمال الضفة الغربية. وقال مسلم (56 عاما) الذي اعتقل عام 2000، “هذه فرحة لا توصف، كنا على يقين أننا سنخرج حتما وأن المقاومة لن تتركنا”. ولم يكن قاسم قادرا على الوقوف على قدميه، فقد تعرض للضرب خلال الأشهر الأخيرة، ولم يتلقَّ العلاج، “كل يوم كان هناك ضرب، حتى يوم الإفراج منذ الساعة الواحدة فجرا ونحن في عمليات نقل يرافقها ضرب متواصل”. مؤبد مختلف طغت الفرحة على العائلات التي استقبلت أبناءها الأسرى، خصوصا المحكومين منهم بالمؤبدات، فالمؤبد في إسرائيل يصل إلى 99 عاما، وليس 25 عاما كما هو معتمد في معظم دول العالم. الأسير هيثم العنتري من بلدة دير شرف قرب نابلس كان أحد أصحاب هذه المؤبدات.. عائلته كانت بانتظاره كبارا وصغارا، لكن هذه اللحظة بالنسبة لشقيقته الكبرى ثائرة كانت أكثر خصوصية. وقالت “هو ابني ربيته صغيرا بعد أن توفيت والدتي وعمره 10 سنوات، لا أصدق أنني سأتمكن من لمسه ورؤيته دون شبك أو عازل”. شقيقته ثائرة كانت تتزين بمسبحة حمراء بيدها، أشارت إليها قائلة “هذا الشيء الوحيد الذي أملكه منه منذ سنوات، أرسلها إليّ مع أسير محرر ورافقتني لسنوات، واليوم أستقبله بها”. غاب هيثم عن عائلته 24 عاما وهو المحكوم بالمؤبد مدى الحياة، ولا يعرف إلا القليل عن عائلته، فقد منع الاحتلال أقاربه من الدرجة الثانية من زيارته، وفي السنوات الأخيرة منع أشقاءه من الزيارة. يا عوفر...