د. عادل يعقوب الشمايله العربُ لا يقرأون. وإن قرأوا لا يفتهمون ولا يفقهون. وفي حالِ فهموا يتغافلون ويضعونَ رؤوسهم في الرمال كالانعام. ومن اصدقُ من الله قيلا: ًهو الذي بعث في الأميينَ رسولا منهم …يعلمهم الكتابَ والحكمةَ وإنْ كانوا من قبلُ لفي ضلالٍ مبين” ولكنَّ الأميينَ لم يتعلموا: لا الكتابَ، ولا الحكمةَ، واستمروا في أُميتهم لأنهم استمرأوا الضلالَ المبين. توجهُ الرئيسِ الامريكي الصهيوني ترامب لإجلاءِ سكان قطاع غزةَ الذي يُتَرجمُ مخططات إسرائيلَ القديمةَ، بل مخططات من أنشأ اسرائيل قبل قرار الامم المتحدة الذي صادقَ على مؤامرةِ تأسيسها بثلاثين عاما. فالمخططات بدأت منذُ اعلان وعد بلفور قبل اكثر من ١٠٨ اعوام. لذلكَ، لا يجوزُ للعربِ ولا للفلسطينيين الادعاءَ بأنَّ قرارَ الإخلاءِ والتفريغ مفاجئٌ لأنَّ هكذا ادعاء هو بمثابة فاجعة بكلِ ما تعنيهِ هذهِ الكلمة. لقد صُممَ وبُني وعدُ بلفور على منطقِ: اعطاء ارضٍ بلا شعب لشعبٍ بلا ارض. إذاً: فالفرضيةُ عند مُعدِّي ومُصْدري ومُتبَني وعدِ بلفور هي بكل بوضوح وشفافية وصراحة انَّ الارض التي اقتطعوها من خارطة بلاد الشام ورسموا جغرافيتها واعتبروها كياناً منفصلاً أسموه “فلسطين” هي ارضٌ فارغةٌ (تقريبا). مع أنّ هذهِ البقعةَ كانت مشغولةً ومعمورةً كبقيةِ اجزاء بلا الشام. بل كانت مشغولةً ومعمورةً اكثر من غيرها لمشاطئتها للبحر الابيض الذي كان ولا زال مركز التجارة العالمية، وكانت ايضا الجسر بين كيان بلاد الشام ومصر وافريقيا. كانَ من الواضحِ والفاضحِ أنَّ وعدَ بلفور قد هَمَّشَ سكان الكيان الذي صنعهُ سايكس بيكو لدرجةِ أنهُ لم يسمهم شعبا، ولم يُعَرِّفْ انتمائهم العرقي او الديني او الوطني. فلم يقل أنهم عرب او فلسطينيون او مسلمون. بل سماهم (طوائف غير يهوديه) أي بلا هوية. مما يعني أن الاصل في...