بقلم: د. محمد الهواوشة الأردن في مواجهة المؤامرات لا يكاد يمر يوم دون أن تحاول بعض الأصوات الغربية الترويج لسيناريوهات تخدم أجندات سياسية بعيدة عن الواقع الأردني، فتارة يطرح ملف “الخطر الوجودي” الذي يهدد المملكة، وتارة تعاد صياغة مشاريع التوطين وتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن. آخر هذه المحاولات جاءت في مقالة “الأزمة الوشيكة في الأردن” المنشورة في Foreign Affairs، والتي تقدم سردية منحازة تفترض أن الأردن دولة على حافة الانهيار بسبب الموقف من الحرب في غزة، وتلمح إلى ضغوط أمريكية لقبول توطين الفلسطينيين. السيادة الأردنية ثابتة وغير قابلة للنقاش الأردن ليس دولة تابعة للقوى الغربية، بل دولة مستقلة ذات سيادة، يعرف تاريخه كيف يتعامل مع التحديات بصلابة وحكمة. ومن يظن أن الأردن سيقبل بأي حلول على حساب هويته الوطنية أو أمنه القومي فهو واهم. الرفض الأردني القاطع لمشاريع التهجير والتوطين ليس موقفا عاطفيا، بل هو موقف راسخ يستند إلى الشرعية التاريخية والدستورية، ويدعمه الشعب الأردني بكل مكوناته. العدوان الصهيوني على درعا تهديد للأمن الإقليمي في الوقت الذي تتحدث فيه بعض التحليلات عن “الخطر الداخلي” على الأردن، تتجاهل العدوان الحقيقي القادم من الكيان الصهيوني. القصف الأخير الذي طال مناطق درعا المحاذية للشمال الأردني ليس مجرد حدث عابر، بل هو اعتداء مباشر يحمل رسائل خطيرة. الكيان الصهيوني يسعى لإعادة رسم خارطة التوازنات الإقليمية عبر استهداف سوريا وجر المنطقة إلى صراع أوسع، وهو يدرك تماما أن الأردن بموقعه يمثل حجر زاوية في أمن المنطقة. إن أي استهداف لمناطق قريبة من حدودنا هو انتهاك سافر للأمن الإقليمي، ويؤكد أن التهديد الحقيقي للأردن لا يأتي من الداخل كما يروج البعض، بل من الكيان الصهيوني وسياساته العدوانية. الموقف التركي من...