أكد القيادي في الحركة الإسلامية زكي بني ارشيد أنّ التحدي الحقيقي الذي يواجه الأردن اليوم، يتمثل في الإجابة على سؤال كيف نحمي الأردن من مخاطر المشروع الصهيوني، مشددًا على أنّ هذا هو القاسم المشترك الأكبر الذي يجب أن يعمل عليه الجميع ولا يتخلف عنه أحد.

ولفت بني ارشيد في ندوة سياسية أقيمت أمس في فرع حزب جبهة العمل الإسلامي في طبربور تحت عنوان: "الطوفان: زلزال التغيير والمآلات”، إلى أنّ الذين يقولون ماذا بيدنا أن نفعل، هو سؤال العجزة الذي يمثل حالة الفشل والخذلان، فيما السؤال الموضوعي هل نريد أو لا نريد؟

وتابع بالقول: إن كنا لا نريد فعلينا إفساح الطريق لمن يريد، أمّا إذا كنّا نريد، فهنا علينا أن نعمل جميعًا في حوار يجلس فيه الرسمي والحزبي والشعبي والأمني للاتفاق على الأدوات والعمل على مشروع متكامل يتمّ بناؤه حتى نواجه المشروع الصهيوني ونحمي الأردن منه.

وقال بني ارشيد: منذ الطوفان حتى اليوم دماءٌ كثيرة سالت وأنفسا عزيزة قضت نحبها والمقاومون منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا

وأكد أننا نمر في ميلاد مرحلة جديدة وكل ميلاد له مخاض والمخاض له آلام، فالتحرر والحرية تساوي الحياة.

ولفت إلى أنّ الاستثناءات التي لم تدفع فيها الشعوب ثمنا كانت استثناءات كارثية بمعنى الكلمة، وحالة الولايات المتحدة وحالة استراليا، إمبريالية حقيقية وأنا أقصدها بمعنى أنّ هناك عدوانًا على الهوية على الثقافة على الاسم والمصطلح والكلمة والحرف والفاصلة، والهنود الحمر هم سكان تلك البلاد الأصيلة ولكنهم ليسوا هنودًا وليسوا حمرًا، حتى في العنوان والمصطلح كان هناك عدوان.

وشدد على أنّ الشعوب التي لم تقاوم لم تدفع ثمنا باهظا كما الشعوب الأخرى، ولكنّها انتهت إلى سحق الهوية ومحق الوجود ونهاية المستقبل.

ونوه بني ارشيد إلى أنّ الشعب الفلسطيني ومعه كل الشعوب العربية والإسلامية ليس أمامهم الكثير من الخيارات، والصراع كما أراده الأعداء إما أن يكونوا أو لا يكونوا.

ووصف هذا الصراع بأنّه "صراع صفري، لا يعترف بأنصاف الحلول، والانزياحات التي حصلت انزياحات كافية تستوجب إعادة النظر، وتستوجب الوقوف، الصراع صراع وجودي، لا نريد أن نكون نسخة ثالثة من استثناءات التاريخ فتكون نهايتنا كنهاية الهنود الحمر”.

وتساءل بني ارشيد ما الذي نريده نحن؟ مؤكدًا أننا ما دمنا استبعدنا هذه النهاية، والتي يمكن في مرحلة التحول والانتقال وما بعد مرحلة الترويع والقويض من أجل التطويع والتطبيع، يمكن في هذه المرحلة أن يحصل الرموز وبعض السياسيين على (VIP) وتسهيلات، ولكنها حياة رخيصة لأغيار وجدوا من أجل المشروع اليهودي بالمعنى الأيدولوجي التوراتي.

واستدرك بالقول: إمّا أن نكون كذلك أو أن نعيش أحرارًا مثل بقية البشر، لنا عنوان ولنا مكان تحت الشمس وفوق الأرض، فمن حقنا أن نحيا هذه الحياة، ولكن من يريد أن يصل لهذه النتيجة فعليه أن يدفع الثمن.

وحذّر من أنّه في اللحظة التي تنكسر فيها المقاومة لا قدر الله سيأتي الدور علينا، فالمقاومة تدافع بأمانة وتجرد ليس عن ذاتها وغزة والضفة والقدس فقط وإنّما تدافع من أجل كل عواصم العالم العربي.

وأكد أنّ نتنياهو يريد شرق أوسط خالي من المقاومة ولبنان بدون حزب الله وفلسطين بدون حماس، وشعب فلسطيني ليبحث له عن أي هوية أخرى وعن أي مكان آخر، حتى يحقق مشروع التهجير نجد هذا الإجرام المبالغ فيه والقتل والتشريد والتدمير والهدف الأسمى له أن يكتب اسمه في التاريخ أنّه أنجز ما لم ينجزه أي رئيس وزراء يهودي سابق.

.