: قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس، إنها رفضت "بشكل أساسي” مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس وزراء إسرائيل ووزير الدفاع السابق، لكن عمدة ديربورن بولاية ميشيغان الذي كان منتقدًا صريحًا لدعم الولايات المتحدة لإسرائيل في الأشهر الأخيرة، قال إنه سينضم إلى غالبية الدول في الاعتراف باختصاص المحكمة، وسوف ينفذ أوامر الاعتقال إذا أتيحت له الفرصة.
وقال رئيس البلدية عبد الله حمود على منصة التواصل الاجتماعي (إكس): "قد لا يتخذ رئيسنا إجراءً، لكن قادة المدينة يمكنهم ضمان عدم الترحيب بـ(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو وغيره من مجرمي الحرب، بالسفر بحرية عبر الولايات المتحدة”.
وقال حمود إن سلطات ديربورن ستعتقل نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت إذا وطئت أقدامهما حدود المدينة، ودعا مدن أخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة إلى القيام بالمثل.
وقالت المحكمة الجنائية الدولية يوم الخميس، إنها وجدت "أسبابًا معقولة” لاعتقال نتنياهو وغالانت بتهمة "ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب”، بعد أكثر من 13 شهرًا من بدء إسرائيل قصفها وحصارها شبه الكامل على غزة . كما أصدرت المحكمة مذكرة اعتقال بحق زعيم حماس محمد الضيف، الذي استشهد في غارة جوية في يوليو/ تموز الماضي. وقالت المحكمة الجنائية الدولية إنها لا تستطيع تأكيد وفاة الضيف.
وفي مايو/أيار، قال الرئيس جو بايدن إن طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت كان "مثيرا للسخط”.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، الخميس، إن إدارة بايدن "تشعر بقلق عميق إزاء اندفاع المدعي العام في السعي للحصول على أوامر اعتقال”.
وتنضم إلى الولايات المتحدة حكومات قوية، بما في ذلك حكومات الصين وروسيا وإسرائيل والهند، في رفض الاعتراف باختصاص المحكمة الجنائية الدولية، وهناك 124 دولة طرف في نظام روما الأساسي، الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية كمحكمة تحاكم الأفراد المتهمين بارتكاب جرائم حرب.
ويقول مسؤولون في غزة إن حصيلة الشهداء في القطاع تجاوزت 44 ألف شهيد منذ بدأت إسرائيل هجومها، وقال غالانت إنه "حرر كل القيود” المفروضة على الجيش.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 70% من الوفيات في غزة كانت بين النساء والأطفال. وتواجه إسرائيل أيضا قضية أمام محكمة العدل الدولية اتهمتها فيها جنوب أفريقيا وعدة دول أخرى بارتكاب أعمال إبادة جماعية.
ودعت وزارة الخارجية الإيرلندية، الخميس، جميع الحكومات إلى احترام "استقلال المحكمة الجنائية الدولية وحيادها، وعدم القيام بمحاولات لتقويض المحكمة”.
وحثت منظمة "روتس أكشن” الأمريكية التقدمية "الناس في كل مكان على تنفيذ اعتقال مدني لنتنياهو أينما يمكن العثور عليه، بما في ذلك واشنطن العاصمة”.
وأشارت منظمة الديمقراطية في العالم العربي الآن (DAWN)، وهي منظمة حقوق إنسان مقرها الولايات المتحدة، إلى أن "المادة 25 (3) (ج) من نظام روما الأساسي تحدد المسؤولية الجنائية الواضحة عن المساعدة والتحريض على جرائم الحرب، والتي تنطبق على الأفراد في الدول غير الأعضاء مثل الولايات المتحدة، عندما تمكن أفعالهم من ارتكاب انتهاكات بموجب اختصاص المحكمة الجنائية الدولية”.
وقال مدير الدعوة في منظمة الديمقراطية وحقوق الإنسان الأمريكية (DAWN) رائد جرار: "من خلال الاستمرار في تقديم المساعدة العسكرية للمسؤولين الإسرائيليين، وعلى الرغم من الاتهامات الموثقة بارتكاب جرائم حرب من قبل المحكمة الجنائية الدولية، فإن القادة الأمريكيين – بمن فيهم الرئيس بايدن، ووزير الخارجية (أنتوني) بلينكين، ووزير الدفاع (لويد) أوستن – يعرضون أنفسهم للمسؤولية الشخصية