أظهرت نتائج دراسة، هي الأولى من نوعها في العالم، أجراها باحثون من جامعة نوفوسيبيرسك الروسية، أن السعي المفرط إلى الكمالية يخلق مخاطر كبيرة على صحة الإنسان.
أجرى الباحثون الروس أول دراسة في العالم عن تأثير الأنواع المختلفة من الكمالية على الإرهاق المهني، واتضح لهم أن الإجهاد الناجم عن الكمالية المرضية يؤدي إلى ارتفاع مستوى ضغط الدم وتطور التشوهات الوظيفية في الجهاز الهضمي.
وتضمنت هذه الدراسة الفريدة من نوعها إجراء مقارنة بين الإرهاق المهني وأنواع الكمال. ويكمن اختلاف هذه الدراسة عن الدراسات السابقة في أخذ العينات ومنهجية التعرف على الكمالية، باستخدام نسخة معدلة من "استبيان تقييم الإرهاق" الذي أعدته عالمة النفس الأمريكية كريستينا ماسلاخ، مكملا بحساب مؤشر متلازمة الإرهاق الذي اقترحه مركز بختيريف الوطني للبحوث الطبية للطب النفسي والأعصاب.
ويقول البروفيسور ميخائيل سوبوتيالوف: "يمكن أن تصبح التوترات الناجمة عن الكمالية المرضية عوامل خطر لارتفاع مستوى ضغط الدم وتطور الأمراض، مثل التشوهات الوظيفية في الجهاز الهضمي. لذلك، فإن تحديد مثل هذه الكمالية في الوقت المناسب سيسمح بالوقاية من مثل هذه الأمراض".
وأظهرت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين يتمتعون بالكمال الطبيعي، دون انحرافات نحو الأمراض، هم أقل عرضة للإرهاق ويقيمون إنجازاتهم بشكل مناسب. أما الأشخاص الذين يعانون من الكمالية المرضية فهم أكثر عرضة للإرهاق، ما يخلق لديهم مخاطر صحية أكبر نتيجة للتوتر. لذلك إذا حدد نوع الكمالية، فيمكن التنبؤ باحتمال بإصابة الشخص بالإرهاق العاطفي والمهني، ومنع حدوث مشكلات صحية لديه. بحسب مصدر في الجامعة.
وتجدر الإشارة إلى أن الباحثين أجروا خلال الدراسة في ربيع عام 2024، مقابلات مع أكثر من 100 شخص من مختلف المهن ومجالات النشاط، أعمارهم 20-77 عاما (متوسط العمر 42 عاما) جميعهم يعملون ولم يحصل أي منهم على التعليم أثناء العمل.
المصدر: تاس