آموس هوكستين الرجل الأمريكي الجنسية واسرائيلي المولد، مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى لبنان، لإبرام اتفاقية وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحزب الله اللبناني، بشروط إسرائيلية ظاهرها مقترح أمريكي، لكنها في حقيقة الأمر هي شروط وضعتها الحكومة الإسرائيلية، توصف بأنها شروط صعبة من المستحيل أن تقبلها الدولة اللبنانية وحزب الله، فأحد مندرجاتها وأهمها بالنسبة لحكومة نتنياهو، السماح للجيش الإسرائيلي الدخول إلى العمق اللبناني لتنفيذ عمليات عسكرية بدواعي أمنية، ومراقبة تهريب السلاح إلى حزب الله من سوريا، بمعنى أصح أن يكون الكيان الإسرائيلي شرطياً في تلك المنطقة، وهذا فيه تعد صارخ على السيادة اللبنانية، بل نزع سيادتها في أماكن معينة ينشط بها الجيش الإسرائيلي.
الموفد الأمريكي آموس هوكستين لمن لا يعرفه، من مواليد الكيان المحتل في العام ١٩٧٣ لأبوين أمريكيين يهوديين، معروفان بنشاطاتهما الاجتماعية والاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية. أما هوكشتاين فهو رجل أعمال لديه أيضاً مشاركات اجتماعية نشطة واستثمارات مهمة في أمريكا، فقد عمل مستشاراً في شركات النفط والغاز المحلية والدولية، ودبلوماسي إسرائيلي أمريكي، وقد كان سابقًا من ممارسي الضغط. يشغل حاليًا منصب نائب مساعد الرئيس وكبير مستشاري الطاقة والاستثمار في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن. كما عمل في الكونجرس الأمريكي، وأدلى بشهادته أمام لجان الكونجرس، وعمل في إدارة باراك أوباما ، وقد وصفه عضو كبير في منظمة بيئية أمريكية لصحيفة واشنطن بوست بأنه رجل نفط وغاز بنسبة ١٠٠٪، وقد انتقد في إحدى المرات بسبب تواصله مع رئيس غينيا الاستوائية أوبيانك، حيث عمل لحساب الرئيس الغيني سالف الذكر، والمتهم بأعمال منافية للقانون الدولي في بلاده، و التي تعد بلاده في فترة حكمه واحدة من أقل بلدان العالم حرية، فله أن يتصور المرء أي نوع من الوسطاء الذي انتدبه الرئيس الأمريكي جو بايدن، لإبرام تسوية وقف إطلاق النار مع لبنان، فليس من المعقول أن يكون وسيطاً محايداً، فقد صرح إحدى المسؤولون اللبنانيون عن تلك اللغة التي تكتنف حديث هوكستين المشوبة بالتحذير من مواصلة حزب الله التصدي للجيش الإسرائيلي لإسناد غزة، وتقييد حركته على حدود دولة لبنان، وضرورة القبول بالتسوية كي لا يوسع الجيش عملياته العسكرية في الجنوب اللبناني.
فمن البديهي أن يصرح هوكستين بأنه متفائل بالنسبة للمقترح "الأمريكي الإسرائيلي" لإتمام عملية وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" و حزب الله، وأن هناك تقدماً ملموساً، رغم أن الدولة اللبنانية تنفي أي علم لها بأي مقترح قد تم التوافق عليه، يبدو أن هوكشتاين محاور محايد، لكنه في حقيقة الأمر يفاوض لصالح الطرف الإسرائيلي، فيراوغ عند لقائه الجانب اللبناني محاولاً انتزاع موافقة على الشروط التي ينص عليها المقترح، وهي بالطبع شروط مجحفة للجانب اللبناني، وهي نوع من ممارسة الضغط السياسي على المفاوض اللبناني، للحصول على مكتسبات تصب في صالح الحكومة الإسرائيلية.
لا يظهر في الأفق أي حل سياسي ينهي الحرب على لبنان وبصورة تلقائية تتوقف الحرب على غزة، فمواصلة العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان، والدمار الذي لحق بالضاحية الجنوبية وقراها وارتفاع أعداد الشهداء والجرحى من وحي الغارات الإسرائيلية، آملاً نتنياهو في تعزيز فرص لإبرام تسوية عن طريق الضغط العسكري وإحداث خسائر لا تتحملها لبنان ومن ثم تخضع للشروط الإسرائيلية، وتضيف انجازات لحكومته كي يخاطب بها المجتمع الإسرائيلي، ويضمن بقاءه في السلطة فترة أطول ويتجنب محاكمته بتهم فساد عدة.
 
.