اعتبرت صحيفة "كالكاليست" العبرية، الجمعة، أنه بعد 14 شهراً من حرب قطاع غزة، فإن الكيان الصهيوني يعيش عزلة دولية غير مسبوقة.

وقالت الصحيفة الاقتصادية: "بعد 14 شهراً من الحرب، يعيش الاحتلال عزلة دولية غير مسبوقة، تنزف ليس من الداخل فحسب، بل من الخارج أيضاً".

وأضافت: "كل يوم يمر يشدد الحصار على إسرائيل أكثر، ابتداءً من شركات الطيران الأجنبية التي اختفت من لوحة مطار بن غوريون، مرورًا بالحكومات التي ترفض بيعها أسلحة، والفنانين الذين ألغيت عروضهم بسبب هويتهم، إلى التعاون الأكاديمي الذي توقف فجأة، وشركات البنية التحتية الدولية التي قررت الانسحاب من المشاريع الإسرائيلية".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "في بعض الأحيان تكون المقاطعة مرئية"، وفي كثير من الأحيان تكون "رمادية، أحيانًا تكون مبررة بدافع أمني، وأحيانًا ليس لها اسم أو سبب، لكنها موجودة بالفعل".

وشددت: "كل واحد منا يتأثر بهذه العزلة التي تنعكس على وضعنا المادي، وحرية حركتنا، وخيارات تعريف هويتنا كإسرائيليين، وفي الطريقة التي ننظر بها إلى أنفسنا".

وترجح صحيفة "كالكاليست" أن لقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية "عواقب على الاستثمارات الأجنبية في الكيان".

وقالت: "على سبيل المثال، صندوق رأس المال النرويجي، الذي لا يستثمر في شركات الأسلحة بسبب قواعد أخلاقية، ولا يستثمر في البلدان التي يشتبه في ارتكابها جرائم حرب".

وأضافت الصحيفة العبرية: "هذه مشكلة المقاطعة الصامتة، والتي قد تتفاقم بسبب مذكرات الاعتقال، ما يدفع الكيان إلى مزيد من التصنيف كدولة منبوذة".

كما أشارت إلى أن "أكثر من 300 باحث إسرائيلي عانوا من المقاطعة الأكاديمية منذ بداية الحرب، والتي تجلت في منع نشر المقالات، وإلغاء المقابلات والمحاضرات، ومنع المشاركة في المؤتمرات، ومنع الشراكات البحثية، تأخير أو إلغاء التبادل الطلابي وإلغاء المنح البحثية".

وقالت: "تنضم هذه المقاطعات إلى المظاهرات التي شهدتها الجامعات الأمريكية على مدار العام الماضي".

إضافة إلى ذلك، ذكرت الصحيفة، أن العشرات من شركات الطيران الدولية أوقفت رحلاتها من وإلى تل أبيب.

ولفتت: "من بين 66 شركة طيران كانت تعمل هنا عشية الحرب، لا تزال تعمل 20 شركة طيران، بما فيها الخطوط الجوية الإسرائيلية (و5 شركات إسرائيلية خاصة)، وبالتالي تبقى 14 شركة طيران أجنبية عاملة فقط".

وبشأن التأثير على السياحة الإسرائيلية بعيد المدى، قالت الصحيفة: "تعرضت السياحة الداخلية لضربة كبيرة، وأصبحت السياحة الخارجية أكثر تكلفة بشكل ملحوظ".

ونقلت الصحيفة عن اتحاد الفنادق، أنه "تم إغلاق 90 فندقا (20 بالمئة من الصناعة الفندقية) منذ بداية الحرب".

وتابعت: "منذ بداية عام 2024، انخفض عدد ليالي المبيت للسياح بنسبة 79 بالمئة (1.6 مليون مقارنة بـ7.5 ملايين في الفترة المقابلة من العام الماضي)".

وأردفت الصحيفة: "في الوقت نفسه، ارتفعت أسعار التذاكر إلى وجهات في أوروبا إلى آلاف الدولارات، وتراجع العرض وتقلص الوجهات التي يمكن الوصول إليها عن طريق الطيران المباشر".

وشددت: "كما أن خروج شركات الطيران الأجنبية من تل أبيب، سواء كان ذلك لاعتبارات تجارية أو لأسباب سياسية، يترتب عليه أيضًا قفزة في أسعار الشحن الجوي التي تقدر بـ30 بالمئة".

ونقلت الصحيفة ذاتها عن رون تومر، رئيس رابطة المصنعين الإسرائيليين، قوله إن "قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء ووزير الدفاع السابق يضر بالبلد بأكمله، بما في ذلك الصناعة".

وأضافت: "يسمع شخص في العالم عن قيام الاحتلال بتجويع المواطنين في غزة وحرمانهم من الرعاية الطبية (...) ويبدأ في طرح أسئلة على نفسه حول ما إذا كان يريد حقاً العمل مع دولة تفعل مثل هذه الأشياء؟"

وأكدت الصحيفة "الحرب في غزة ولبنان أدت إلى موجة من المقاطعة للصناعة المحلية".

ـ الأكبر والأعلى صوتاً هي المقاطعة التركية

وقالت: "كانت المقاطعة الأكبر والأعلى صوتاً هي المقاطعة التركية التي فرضت في مايو/أيار الماضي، واشتدت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي".

وعلى صعيد آخر، أشارت الصحيفة إلى أن "قليل من الفنانين العالميين على استعداد لتقديم عروض هنا، وقليلون هم على استعداد لإعطاء منصة للفنانين الإسرائيليين في الخارج".

ونقلت عن عنات جلعاد، مديرة قسم الفنون في وزارة الخارجية: "في العام العادي كنا نستضيف في فعالياتنا أكثر من ألف مدير فني من أنحاء العالم، وهذا العام جاء 20 بالمئة - 30 بالمئة من الضيوف".

وذكرت الصحيفة أن "الجزء الأساسي من المقاطعة مخفي، ويتجلى في التهرب وعدم الرد على الاستفسارات".

وفي معرض وصفها لأثر الحرب على الرياضة، قالت الصحيفة: "كما أن للوضع المتوتر تأثير سلبي على الرياضة الإسرائيلية (..) العام الماضي ألحق أضرارا بالغة بأنشطة الفرق الرياضية الإسرائيلية، فجميعهم مجبرون على استضافة مباريات في الخارج فقط، ويواجهون صعوبة كبيرة في التعاقد مع لاعبين أجانب".

من ناحية أخرى، ذكرت الصحيفة أنه "لسنوات عديدة، كانت أجنحة العرض الخاصة بشركات الأسلحة الإسرائيلية بمثابة نقطة جذب مركزية في معارض الصناعات الدفاعية حول العالم".

وأضافت: "في الأشهر الأخيرة، أعربت المزيد والمزيد من الدول عن دعمها العلني لتقليص التجارة مع شركات الأمن الإسرائيلية، بما في ذلك بريطانيا وإيطاليا وأستراليا وإسبانيا، ولا يتعلق الأمر بطلب الأسلحة وأنظمة الدفاع من الاحتلال فحسب، بل يتعلق أيضًا بتوريد المكونات الأساسية للصناعة المحلية".

واختتمت الصحيفة الإسرائيلية بالقول: "سرعان ما كان الرأي العام العالمي يميل تماماً نحو الفلسطينيين، وحجم الدمار والموت في غزة، مقابل تحويل الحكومة صورة الكيان إلى شخص مهووس بالحرائق متعطش للدماء".

وبدعم أمريكي يرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها وحرب الإبادة متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر الجاري، بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.


(الأناضول)
.