طالب النائب محمد عقل الحكومة بالإفراج الفوري عن كافة "سجناء الرأي" وعلى رأسهم "نعيم جعابو، وأحمد حسن الزعبي، وأيمن صندوقة.
وقال عقل في كلمته خلال مناقشات البيان الوزاري لحكومة الدكتور جعفر حسان إن الأردن يعيش في منطقة ووسط تحدّيات تستلزم وجود حكومة ذات أداء استثنائي تعمل على صياغة برنامج وطني شامل تمكّن البلاد من تجاوز المخاطر التي تواجهه.
وأضاف عقل: "لقد أعلن الأردن أن التهجير بمثابة اعلان حرب، وهذا اعلان يستلزم اظهار الجدية في مواجهة هذا الخطر. وإن كلمة السر هي في تحصين البيت الداخلي والانفتاح على كافة مكونات الوطن والقوى الحية والجلوس على مائدة مستديرة تعيد استلهام المواثيق الوطنية التي توافق عليها أسلافنا".
وتابع عقل: "نريد أن نعيد الثقة للمواطن ليحيى عزيزا في وطنه، وذلك من خلال إطلاق الحريات العامة التي كان سقفها السماء وتعديل القوانين المقيّدة للحريات وعلى رأسها قانون الجرائم الالكترونية، فالمواطن المرتجف المرعوب الذي يشعر بالتهميش والفقر والحرمان ليس هو المواطن الذي يمكن أن يواجه التحديات".
ولفت عقل إلى أن "أول اختبار للحكومة فيما أوردته من تعهّد باطلاق الحريات العامة هو العمل على اطلاق سراح سجناء الرأي وعلى رأسهم الاستاذ نعيم جعابو وأحمد حسن الزعبي وأيمن صندوقة، ويتوج المشهد باطلاق سراح معتقلي دعم المقاومة".
وتاليا النص الكامل لكلمة النائب محمد خليل عقل:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
سعادة الرئيس ، الزملاء والزميلات الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وسلام على الأردن على سهولة وجباله ووهاده ، على مدنه وقراه وبواديه ومخيماته . وخير المطالع تسليم على الشهدا أزكى الصلاة على أرواحهم أبدا ً . فسلام على شهداء جيشنا العربي الذين قضوا في الكرامة وعلى أسوار القدس . وسلام على مجاهدي الأردن من كايد المفلح العبيدات وحتى ماهر الجازي وسلام على شهداء فلسطين وسلام على غزة شرف الأمة وعنفوانها قاهرة العدا الآخذة بثاراتها عزنا ووجعنا كرامتنا وألمنا ، سلام على مجاهديها وكتائبها وشهدائها وعلى أهلها الصامدين المرابطين وسلام على المقاومة في لبنان وعلى كل مقاوم من امتنا مشتبك مع عدونا الصهيوني الحاقد ، أما بعد :
فإن حكومة دولة جعفر حسان جاءت كأول حكومة في مرحلة التحديث السياسي بعد الإنتخابات النيابية التي تمثل أول مراحل هذه المنظومة حيث التنافس على أساس حزبي برامجي كتلوي لتمهيد الطريق نحو الحكومات البرلمانية وللأسف بالرغم من محاولة الحكومة أن تأخذ شكلاً حداثياً متناغماً مع مرحلة التحديث إلا أنها تمسكت بالمسار التقليدي في الشكل والمضمون فما رأيناه هو أشبه بالتعديل الكبير واستنساخ للحكومات الماضية شخصيتها تائهة بين المرحلتين فلم تتشكل على أساس التمثيل الحزبي حسب أوزان الأحزاب في المجلس من باب محاكاة المستقبل وتحفيز التحديث السياسي كي يأخذ مداه ولم تختار أن تقف على أعتاب المرحلة تترقب رسوخ المشهد وتنآى بنفسها عن التجاذبات وإنما جاء تشكيل الحكومة غريباً محيراً محبطاً للمواطنين الذين استبشروا بالمرحلة الجديدة وتدفقوا نحو صناديق الإقتراع للتعبير عن أشواقهم وإنحاز وجدانهم الجمعي إلى التيار الذي عايشوه وخبروه ووثقوا به عشرات السنين وتحققوا من إنتمائه الصادق لوطنه وأمته فتقدم حزب جبهة العمل الإسلامي ليصبح حزب الأكثرية مع بداية تشكل المجلس فما كان من رئيس الحكومة ومن يشاركه التفكير في صياغة المشهد إلا أن تقوقعوا في القوالب الإنطباعية الجامدة التي كرّسها التيار التقليدي في التعامل مع المعارضة الوطنية الراشدة ففتحوا الباب على مصراعيه لتوزير رؤساء بعض الأحزاب ورموزها وتم إبعاد حزب الأكثرية ليس عن العمل على إشراكه في الحكومة فحسب ( بعيداً عن هل يوافق على المشاركة أم لا يوافق ) بل حتى مجرد إستمزاج رأيه في هذا التشكيل ، وبعد ذلك مطلوب منّا أن نقتنع أن هذه الحكومة تقف على مسافة واحدة من الجميع .
والأهم من ذلك هل هذا المنهج التقليدي الموغل في الإنكفاء على الذات هو المؤهل لإدارة الدولة الأردنية في أخطر مرحلة تمر بها البلاد ، بعد إحتدام المشهد الإقليمي وعودة ترمب المشؤومة وإستمرار حرب الإبادة الهمجية على غزة وإنفلات عقال مجرمي الكيان الغاصب وإعلانهم عام ٢٠٢٥ كعام لضم الضفة الأرض دون السكان مما ينذر بخطر التهجير الذي يتوافق مع عقيدة فريق ترمب المتصهين . الأردن في هذا المشهد الصعب الإستثنائي بحاجة إلى حكومة ذات أداء إستثنائي تستشعر الخطر قبل حدوثه وتعمد إلى صياغة رؤية وبرنامج وطني شامل لمواجهة هذه الأخطار فلا يعقل أن الحريق ملتهب حولنا ونحن في حالة إسترخاء . لقد أعلن الأردن أن التهجير بمثابة إعلان حرب ونحن لا نتمنى حدوث هذه الحرب ولكن من يعلن هذا الإعلان عليه أن يظهر الجدية في مواجهة هذه التهديدات وكلمة السر في مواجهتها هو تحصين البيت الداخلي والإنفتاح على كافة مكونات الوطن وقواه الحية والجلوس على مائدة مستديرة تعيد إستلهام المواثيق الوطنية التي توافق عليها أسلافنا وعبروا بها مراحل سابقة بالغة في الصعوبة .
نريد أن نعيد الثقة للمواطن ليحيا عزيزاً في وطنه تتوفر له سبل العيش الكريم وأساسيات الحياة دون تمييز ، وإطلاق الحريات العامة التي كان سقفها السماء فأصبح سقفها القوانين التي تكمم الأفواه والتي لا بد من تعديلها وأولها قانون الجرائم الإلكترونية فالمواطن المرتجف المرعوب الذي يشعر بالتهميش والفقر والحرمان من الحقوق الأساسية ليس هو المواطن الذي يمكن أن يواجه التحديات الكبرى التي يمكن أن تداهم البلاد ، وأول إختبار للحكومة فيما أوردته في بيانها عن الحريات العامة هو العمل على إطلاق سجناء الرأي وعلى رأسهم نعيم جعابو وأحمد حسن الزعبي وأيمن صندوقة ، ويتوج المشهد بإطلاق سراح معتقلي دعم المقاومة .
ونؤكد هنا أننا في كتلة جبهة العمل الإسلامي سنمد أيدينا بكل الإتجاهات وسنرد التحية بأحسن منها لنشكل معاً سداً وطنياً منيعاً تتكسر عليه أوهام كل من يستهدف هذا الحمى المنيع الأردني العربي الإسلامي ، أردننا الذي إحتفى بالنصر يوم ١٠/٧ عندما إسترد المجاهدون كرامة الأمة وهشموا أسطورة الجيش الذي لا يقهر وأصبح شعبنا أيقونة عالمية تحتذي بها الشعوب فى إسناد المقاومة والمطالبة بإنصافها والإنفتاح عليها والإصغاء لأنين المكلومين وإغاثتهم ، وكان الغوث الرسمي والشعبي هو الملاذ الأكبر لأهلنا في غزة رغم قلة ذات اليد وكان الخطاب الرسمي مميزاً صارماً مسانداً ، واليوم تتعالى بعض الهمهمات وكأنها تريد أن تتنصل من هذا الموقف العظيم خشية التبعات في المرحلة الترامبية فنقول لهم لا تفسدوا علينا هذه المحطة الوضاءة من محطات تاريخنا التي نزهو بها فهذه الأرض المباركة هي الكنف الأول من أكناف بيت المقدس وهذا هو قدرها أرض حشد ورباط وفخر وكبرياء وبوابة الفتح القريب بإذن الله .
.