كتب باسل العكور - نشرت وسائل إعلام عبرية صباح اليوم أنباءً عن قلق وخشية قادة أمنيين اسرائيليين من إمكانية استنساخ نجاح الثورة السورية في إسقاط نظامهم السياسي في غضون ايام معدودة في الاردن ايضاً ،سيما ان هناك أوجه تشابه كبيرة -على حد تقديرهم- بين الحالتين الأردنية والسورية ، من حيث "الأوضاع الاقتصادية الصعبة، علاوة على التشابه في نظام الحكم وتوارث السلطة" ؟!!!

ورغم إقرار هؤلاء القتلة ونقصد هنا القادة الأمنيين الصهاينة بان لا تنظيمات مسلحة في الأردن إلا أنهم تحدثوا عن الخطر الذي يشكله القرب الجغرافي ، خاصة ان الحدود الشرقية الأردنية الملاصقة للشقيقة سوريا تمتد ل٣٠٠ كم ،الى جانب وجود "مجموعات أردنية لا تثق بالنظام الأردني وتناصب اسرائيل العداء" ..

يقولون ان إسرائيل هذا الكيان المارق يخشى المساس باستقرار الأردن وأنهم مستعدون لتقديم أي مساعدة للحيلولة دون ذلك ..

لا اعرف كيف اعتبر قادة الكيان الصهيوني الأمنيون ان مناصبة اسرائيل العداء من قبل الأردنيين سيشكل خطرا على النظام السياسي الأردني ، كيف تكون الحدود مع دولة عربية شقيقة خطرا على بلادنا ، كيف تكون الأوضاع الاقتصادية الصعبة منطلقا للتضحية بالنظام الأردني الذي عاش ناسه ظروفا اقتصادية اشد قسوة ولم يفكروا ولو للحظة بالمساس بنظامهم السياسي ؟!!

أظنّ أن مسؤولينا عندما استمعوا أو قرأوا هذه التخرصات ،ادركوا جيدا أهداف هؤلاء وما تحمله هذه الادعاءات من تهديدات مبطنة ومحاولات خبيثة لربط بقائنا ببقائهم ،وخاصة أنها تأتي من رموز كيان يعتمد على القتل والتشريد والتطهير العرقي والنصوص الدينية المحرفة والتعذيب والتنكيل واستخدام القوة المفرطة والغاشمة لضمان الأمن والبقاء !!

أوجه الشبه الحقيقية هي بين النظامين السوري والاسرائيلي ، فكلاهما راهنا على العسكر وتجاهلا الناس والحق والعدالة والقانون وحقوق الإنسان والحريات ..كلاهما استخدما الترويع والتخويف والقوة في التعامل مع الاحتجاجات والانتقادات ، كلاهما أوغلا في دم القاطنين على أراضيهما دون حد ادنى من رحمة وخجل وناموس ، فكيف يتجرأ هؤلاء على إسداء النصائح لنظام يدرك أصحابه انه ملاذهم الأخير وحصنهم المنيع ،رغم عديد الملاحظات والهنات والأخطاء التي يمكن تداركها وإصلاحها وتصويب اعوجاجها ..

الأردن بوعي نخبه ومعارضته وشعبه تجاوز الكثير من المنعطفات الحرجة ، الأردن أقوى وأصلب من كيانهم الهش رغم كل أشكال الدعم الدولي الاقتصادي والعسكري والسياسي الذي يصلهم دون قيد أو شرط ،والذي لولاه لزال هذا الكيان السرطاني ومسح عن الخريطة.

لسنا بحاجة لنصائح من قتلة الأطفال والنساء والأبرياء ، ولا يشرفنا وجودكم على ارضنا ، الأردن كان موجودا هنا قبل ولادة كيانكم الغاصب ، وسيبقى قويا منيعا مستقرا عصيا على الاختراق ولو احترق الكون من حوله ،وتحول كيانكم الى هشيم يذروه طوفان الأمة ومقاومتها الخالدة ..

.