أ.د محمد حسن الزعبي يكتب ... مائة وسبعون يوما" والأردنيون يسألون عن سجنك والأسباب، مائة وسبعون يوما" وأهل بيتك ينتظرون عودتك بعد طول غياب، مائة وسبعون يوما" والأردنيون يبحثون عن مخرج لك والأبواب، مائة وسبعون يوما" والأمهات تدعو لك والأحباب، مائة وسبعون يوما" والأحرار يقرعون جرس العدالة بلا جواب، مائة وسبعون يوما" والوعود تزف الينا فنركض خلفها ولم ندري أنها مجرد سراب، مائة وسبعون يوما" وحمائم السلام التي يطلقها محبوك يا أحمد يفترسها الغراب.
مائة وسبعون يوما" مرت وأبناء الوطن يعرفون أنك غريق، فلا تدري أهم قصار اليد أم ضلوا الطريق. مائة وسبعون يوما" وأنت تنادي يا رب إني مظلوم فانتصر فيأتي الجواب ممن كنت تدافع عنهم: لا بأس انتظر. مائة وسبعون يوما" وأنت قابض على الجمر يتألم جسدك وينفطر قلبك من الظلم والقهر.
إني أرى مائة وسبعين بقعة سوداء في سجل الحرية لدينا، مائة وسبعين طعنة في صدر الصحافة التي لم تبادربالدفاع عن ابنها، مائة وسبعين جرحا" في رأس الثقافة التي لم تستطع أن تنقذ ركنا" من اركانها، ومائة وسبعين فشلا" في نخبنا الوطنية التي لا تبحث الا عن مصالحها الشخصية، مائة وسبعين شرخا" في ميثاق نقاباتنا، مائة وسبعين دينا" لك في اعناقهم لم يسددوه.
أما حقوق الأنسان العالمية فقد تلقت مائة وسبعون صفعة على جبينها، مائة وسبعون كبوة لجوادها في المضمار العالمي وحرية الصحفيين فلم يكن لها دور في رفع الظلم عن أحمد مع علمهم بما كان يعاني في السجن ولكن يبدو أن الأنسان عندهم له مواصفات أخرى لا تنطبق على الأحرار والشرفاء.
وأخيرا"، مائة وسبعون يوم مرت وأنت تقف على صخرة الحق تصدح بالحرية لبلدك لا تنال منك الرياح ولا تطالك رؤوس الرماح، تنكسر أمامك السيوف وتهتف باسمك الألوف، فالوطن عندك ليس له ثمن ولو جار عليك الزمن. نسأل الله لك الثبات وفك الله أسرك قريبا".
أخوك محمد