ترجمة - 

تدل الأحداث الأخيرة على أن الاعتقاد بأن الهجوم على البنى التحتية للحوثيين سيخلق ردعاً للمنظمة، مغلوط من أساسه.

فبعد انقضاء 14 شهراً، واضح أن الاستراتيجية الحالية لدولة إسرائيل لا تنجح في خلق تغيير يؤدي إلى وقف النار من اليمن نحو إسرائيل.

لا يمكن تغيير الوضع إلا بمعركة طويلة ومتواصلة وبمشاركة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لضرب قيادة المنظمة وقدرة إنتاج وإطلاق السلاح الذي تحت تصرفها. في نظرة استشراف للمستقبل، ينبغي استثمار المقدرات اللازمة والعمل على إسقاط الحكم الحوثي في اليمن.

بعد 14 شهراً من المواجهة المباشرة بين الحوثيين وإسرائيل، ينبغي الاعتراف بأن إسرائيل فشلت في قدرتها على فرض وقف النار على الحوثيين. فالميناء المهجور في إيلات والنار المتواصلة من اليمن بالمُسيرات والصواريخ نحو إسرائيل، بما فيها "غوش دان”، تشكل دليلاً على هذا الفشل. فضلاً عن ذلك، الحوثيين لم يضعفوا، ويرون أن عدم استسلامهم لإسرائيل أو لهجمات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضدهم إنجاز يعزز موقفهم في محور المقاومة (إذ يواصلون الصدام مع إسرائيل مقابل ضعف "حزب الله” الذي أدى به إلى وقف المعركة مع إسرائيل والتردد الإيراني في الرد على الهجوم الإسرائيلي) وتجعلهم الجهة الإقليمية التي لا يمكن تجاهلها.

محظور الاستخفاف بقدرة الحوثيين، فضعفهم هو الذي يصعّب خلق ميزان ردع تجاههم، إذ لا يوجد هدف واحد إذا ما ضربناه سيؤدي إلى نشوء ميزان كهذا حيال المنظمة. هذه الحقيقة تستوجب "تفكيراً من خارج الصندوق”، أساسه وقف الهجمات العشوائية ضد الحوثيين وتنفيذ معركة طويلة ومتواصلة بمشاركة أذرع من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، يكون هدفها المركزي تصفية القيادة الحوثية إلى جانب قدرات إنتاج وإطلاق الصواريخ والمُسيرات التي تحت تصرفها، بما في ذلك الدعم الإيراني لهذه الجهود.

المشكلة الحوثية خرجت الآن عن حدود حرب "السيوف الحديدية”. وحتى لو توقفت المعركة في غزة، فثمة شك بأن يوقف الحوثيون استخدام قوتهم لابتزاز الساحة الدولية أو الإقليمية للاستسلام إلى إملاءاتهم. بمفاهيم عديدة، "الجني خرج من القمقم”، ولا يمكن إعادته إلى هناك "بأدوات تقليدية”. هذه الحقيقة تستوجب التخطيط والتنفيذ لمعركة واسعة وطويلة ضد المنظمة دون أي صلة بمعركة "السيوف الحديدية”.

علينا ألا نتباهى بالإنجازات العملياتية بضرب مواقع البنى التحتية في اليمن، لأن هذه الضربات واضح أنها لا تؤدي إلى تغيير في السلوك الحوثي. على خلفية وقف النار في لبنان وانتهاء متوقع للمعركة في غزة، من الصواب التركيز على التهديد اليمني مع إدارة واشنطن ومشاركة دول المنطقة والمضي بمعركة متواصلة تؤدي في نهاية اليوم إلى إسقاط النظام الحوثي. مثل هذه النتيجة، ستكون ضربة للمحور بعامة ولإيران بخاصة، وستضمن حرية الملاحة في البحر الأحمر في المستقبل. أي خطوة أخرى لن تغير الوضع وربما تعزز قوة الحوثيين.


* داني سترينوفيتش - معاريف

.