في خضم التحول العاصف الذي اجتاح سورية، يقف العالم على أعتاب لحظة تاريخية فارقة تتشابك فيها المصالح الإقليمية والدولية مع آمال الشعب السوري في الحرية والاستقرار، فمنذ سقوط نظام الأسد وصعود قيادة انتقالية جديدة بقيادة أحمد الشرع، بات المشهد مفتوحاً على احتمالات عدة، تتراوح بين الانفراج السياسي أو التعثر نحو مزيد من الفوضى. في الأثناء تتسارع الخطوات الدولية والعربية والإقليمية بسباق محموم لضبط إيقاع التحولات في سورية بما يتفق مع رغبة كل طرف.
ورغم أن الخطوة الأولى كانت تركية، بزيارة وزير الخارجية التركي لدمشق واعترافه المبكر بالقيادة الجديدة، إلا أنه سرعان ما بدأ العرب بخطوات انفتاحية دشنها وزير الخارجية الأردني بزيارة لدمشق، في خطوة شكلت بداية الطريق لتقاطر متسارع من قبل العديد من المسؤولين العرب والأجانب، ما يشير إلى ان العرب تعلموا من درس العراق جيداً، ويعتبر لقاء الشرع ومساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، واحد من أهم اللقاءات فقد كان نقطة انطلاق للبدء في لعبة الشروط مقابل استحقاق الاعتراف الدولي.
فيما بعد، ألقت السعودية بكل ثقلها عندما استقبلت وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووفده المرافق رفيع المستوى، الذي ضم وزير الدفاع مرهف أبو قصير ورئيس جهاز الاستخبارات أنس خطاب، في خطوة تؤكد استعداد المملكة لتقديم الدعم مقابل تعاون أمني استخباراتي وسياسي يعطي المملكة مكانتها كقوة رئيسية مؤثرة في الإقليم.