خلال الأيام الأخيرة، تعيش ولاية كاليفورنيا الأميركية على وقع واحد من أسوأ الحرائق بتاريخها.
إلا أن هذا الحريق لم يكن وحيداً، إذ تمتلك الولايات المتحدة الأميركية سجلا حافلا بمجال حرائق الغابات.
وعلى مر تاريخها، شهدت أميركا العديد من الحرائق المدمرة التي أسفرت عن سقوط أعداد من الضحايا وإتلاف مساحات هامة.
ففي عام 1910، شهدت الولايات المتحدة الأميركيةأعنف حريق غابات بتاريخها من حيث المساحة المدمرة.
أعنف حريق بتاريخ البلادواندلعت خلال صيف جاف وحار تميز بغياب التساقطات، يوم 20 آب/أغسطس 1910، عشرات الحرائق الصغيرة بولايتي مونتانا وإيداهو بالشمال الغربي للولايات المتحدة الأميركية.
وبتلك الفترة، شهدت هذه المناطق هبوب رياح عاتية وجافة بلغت سرعتها 110 كلم بالساعة.
كما استعرت بسبب هذه الرياح، الحرائق الصغيرة لتتحول فيما بعد لحريق هائل امتد بكل من شمال إيداهو وغرب مونتانا إضافة للمناطق الشرقية من ولاية واشنطن.
إلى أن استعانت دائرة الغابات بالولايات المتحدة الأميركية، التي تأسست عام 1905، بنحو 4 آلاف جندي لمساندة الآلاف من رجال الإطفاء الذين جاؤوا نحو المنطقة المتضررة لإخماد النيران ومنع توسعها.
خسائر جسيمةإلى ذلك، أسفر هذا الحريق، الذي لقب بالحريق الكبير لعام 1910، عن مقتل 87 شخصا كان من ضمنهم 78 من رجال الإطفاء. وحسب التقارير، دمّر الحريق مساحة قدرت بنحو 3 ملايين هكتار، أي ما يعادل 12 ألف كلم مربع ما بين يومي 20 و21 آب/أغسطس 1910.
أيضا، خسرت الولايات المتحدة الأميركية بتلك الفترة، بسبب الحريق الكبير، ما قيمته مليار دولار من الخشب وهو ما يعادل حوالي 30 مليار دولار بالفترة الحالية.
يذكر أن الشارع الأميركي كان ذهل من هول وحجم الدمار الذي خلفه هذا الحريق وطالب الإدارة الأميركية بتوضيحات.
ولمجابهة مثل هذه الكوارث، اعتمدت دائرة الغابات سياسة جديدة اقتضت التصدي للحرائق الصغيرة قبل انتشارها. فضلا عن ذلك، وافق الكونغرس الأميركي على مضاعفة الميزانية المخصصة لمجابهة حرائق الغابات.