القضية الفلسطينية منذ فجر التاريخ وبعد ان دخلت جماعات بهودية فلسطين، وصدور وعد بلفور باقامة وطن قومي لليهود، وصدور قرار التقسيم بعد حرب عام 1948، وما حصل من مواجهات وثورات ضد وجود كيان لليهود بفلسطين، وما حصل بعد ذلك عام 1967من احتلال لباقي اراضي فلسطين،وصدور قرارات عن مجلس الامن والجمعية العمومية ومنظمات دولية
 بخصوص القضية الفلسطينية،وكذلك ما صدر عن العديد من القمم العربية من قرارات مهدت للاعتراف بالكيان الصهيوني ،وما تبع ذلك من توقيع اتفاقيات مع بعض الدول العربية وتبادل السفراء، وفتح مكاتب تمثيل للكيان الصهيوني وتبادل تجاري مع دول عربية واسلامية، كل هذه التنازلات لم يكن لها اثر لدى الكيان الصهيوني للاعتراف بوجود دولة فلسطينية عاصمتها القدس ،لا بل زادت من غطرسته وكان يواجه كل شكل من اشكال المقاومة بالقتل والتدمير والاعتقال بسجون وتعذيب يفوق الوصف ، كل هذه الافعال من قبل الكيان الصهيوني بماذا كان يتم الرد عليها ؟ عربيا استنكار وشجب وتقديم شكاوى لمنظمات دولية اما الغرب
 فللكيان كل الدعم والمساندة او في احسن الحالات دعوة للتهدئة وعدم استعمال العنف، واحيانا يتم حضور مسؤولين غربيين لاجراء جوار والتوسط لاجل وقف اعمال العنف ، اما ان يتم وضع حل لهذه القضية واقامة دولة مستقلة على خطوط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية فبظني ان هذا الامر ليس من سابع المستحيلات فقط بل ثامن وتاسع وعاشر المستحيلات .

امام هذا الوضع الذي الت اليه القضية الفالسطينية والياس من تحقيق اقامة دولة بالطرق السلمية،قامت قوى فلسطينية عديدة بالدعوة للعودة لحمل السلاح ومهاجمة العدو الصهيوني وايقاع الخسائر به وانهاكه بعمليات عسكرية حتى لو كانت بسيطة ، وكان لهذه العمليات البطولية سواءا قام بها فرد او افراد ان هزت الكيان الصهيوني والحقت به خسائر بالرغم من بساطة الاسلحة التي استخدمت خلال الهجوم والتي اثبتت ان شعبنا العربي بفلسطين وبالرغم من الحصار والتضييق قادر على ايقاع الخسائر بالعدو الصهيوني مهما بلغت قوته العسكرية،ولا اريد التطرق للعديد من المواجهات التي حدثت ما بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الصهيوني، ولعل اخرها حرب السابع من تشرين الاول عام 2023 والتي لا زلنا نعيش اثارها وما قام به العدو الصهيوني من مجازر ابادة جماعية بحق اهلنا بقطاع غزة.

يعتبر الاردن اشد ارتباطا بما يحصل بفلسطين المحتلة، كون العلاقة الاردنية الفلسطينية اقرب ما تكون علاقة الروح بالجسد،واذا ما اردنا الحديث بشكل مفصل عما قدمه الاردن في مواجهة العدو الصهيوني لاجل القضية الفلسطينية فالحديث يطول ، ومهما حاول المشككون ومن يتبنوا قكرا ضيقا لفصل العلاقة بين الاردن وفلسطين فمصيرهم الفشل لا محالة، وبسبب الارتباط القوي لعلاقة الاردن بفلسطين،فلا زال العدو الصهيوني يسعى لحل القضية الفلسطينية على حساب الاردن ليحقق اطماعه وفكره التلمودي بيهودية الدولة، ولن ننسى ما نشره من خرائط لاطماعه التوسعية بدولته المزعومة .

ما ان تم الاعلان عن التوصل لاتفاق لوقف مجازر الابادة الجماعية بحق اهلنا بغزة، وتم الاعلان عن الاتفاق يوم الاربعاء الموافق 15/1/2025 بالعاصمة القطرية الدوحة،وعودة الحديث بضرورة التوصل لحل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين ،هذا الحل الذي يرفضه العدو الصهيوني ليخرج علينا الرئيس الامريكي ترامب بتصريح يتماهى مع ما يسعى الكيان الصهيوني لتحقيقه ، الا وهو تهجير الفلسطينيين خارج وطنهم ،وكشف من خلال تصريح صحفي بانه وخلال اتصال جلالة الملك عبدالله الثاني معه طلب من الملك استقبال ما لا يقل عن مليون فلسطيني من غزة وسيفعل نفس الامر مع الرئيس المصري حال الاتصال في قادم الايام .

ان التفكير بتهجير اهلنا بفلسطين مرفوض اردنيا ورفضته مصر ايضا، المواقف الاردنية منذ بدء الحرب على غزة لا ينكرها الا جاحد، وتمثلت باقامة مستشفيات ميدانية وارسال مساعدات عدا المواقف الشعبية والتبرعات التي قدمها الاردنييون من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية ، اما الموقف الرسمي فاننا نذكر ما قام ويقوم به جلالة الملك لاجل القضية الفلسطينية وهو القائل ان هذا واجبنا لدعم صمود اهلنا بفلسطين وتثبيته على ارضه ، ونذكر لاءات الملك الثلاث كلا للتوطين كلا للوطن البديل والقدس خط احمر، اللاءات الثلاث التي اطلقها جلالته بشهر اذار 2019،ودعوة جلالته بذلك الوقت لحملة ضد من يشككوا بمواقف الاردن، هذه اللاءات ليست الاولى ولن تكون الاخيرة ، وعلى ما اذكر وقبل ما لا يقل عن عشر سنوات ان قال جلالته بكل وضوح ( بيجي واحد بقلك 100 مليار دولار للاردن على حساب الاردن مع السلامة ما بنقبل ولا فلس ) ولا ننسى الموقف الاردني عندما وقع ترامب قرار نقل السفارة الامريكية للقدس عندما هدد ترامب الدول التي تصوت ضد قراره بشأن القدس بوقف المساعدات عنها ، هذا الموقف الملكي ما هو الا امتداد لما قاله الملك حسين رحمه الله ( القدس قدسنا وستبقى لنا ولن نفرط بذرة من ترابها الطهور ) ونذكر ما ورد بمذكرات دولة رئيس الوزراء المرحوم مضر بدران رحمه الله عندما زاره السفير الامريكي بعمان وابلغه ان امريكا تاسف لعدم تقديم مساعداتها السنوية للاردن بهدف الضغط على الاردن للالتحاق بمصر وتوقيع اتفاقية مع الكيان الصهيوني،فما كان من دولته ان ان صافح السفير وشكره لانه حقق له حلم كان يسعى لتحقيقه ،وهو ان يصمم موازنة تخلومن المساعدات الامريكية، استغرب السفير ردة فعله وقال لدولته كنت اظنك ستطردني من المكتب،فكان جواب دولته اشكركم على هذه الهدية.
مواقف اردنية واضحة بقيادة جلالة الملك عبرت وتعبر عن الموقف المبدأي للاردن تجاه قضية فلسطين

ونذكر تصريحات وزير الخارجية ايمن الصفدي حول اتفاقية وادي عربة بانها على الرف يعلوها الغبار،هذه المواقف من الواضح ان الادارة الامريكية ذاكرتها بحاجة لصيانة،فما صرح به مؤخرا الرئيس الامريكي ترامب مصيره كمصير النصريحات السابقة ،وستتحطم احلامهم بتهجير اهلنا بفلسطين وتحويل الاردن لوطن بديل على صخرة وحدتنا الوطنية اردنيين وفلسطينيين.

.