كتب محرر الشؤون المحلية - ليس مقبولا ان يستمر البعض في وسائل اعلامنا بنقل بعض الادراجات الشاذة المسيئة على شبكات التواصل الاجتماعي وكانها تعكس واقعا نعيش او افكارا دارجة وشائعة تعبر عن الغالبية من الناس ، وهي ليست كذلك على الاطلاق .

ليس معقولا انه كلما حاول اعلامي متحاذق ان يروج لفكرة ،ان يستحضر بعض الترهات التي تتداول على شبكات التواصل ويتعامل معها كحقائق ووجهات نظر لها وزنها وتعكس مزاجا عاما ، وما هي في الحقيقة الا تخرصات يلقيها البعض ،ليحرف من خلالها بوصلة الحوارات ويخلق مشاحنات في غير زمانها ومكانها .

الاجابة على سؤال من يريد التهجير واضحة تماما بالنسبة للاردنيين جميعا ، امريكا تريده واسرائيل تريده ، ولا يوجد بيننا من يلقي بالائمة على اي طرف او جهة اخرى ...

كيف نواجه هذا السعي ؟ الجواب ايضا في غاية البساطة ، علينا ان نرفضه سرا وعلانية ونواجهه بكل ما نملك من ادوات ووسائل وامكانات ،ولو استدعى ذلك ان نخوض حربا لا تبقي ولا تذر،لان كلفته باهظة وعواقبه وخيمة ، وهذا بالضبط ما قاله الاردن الرسمي "انه بمثابة اعلان حرب " ..

لا يجوز ان يقول احدهم على الملأ : ماذا لو فُرض هذا الخيار علينا قسرا؟ ليس مقبولا ان يُطرح هذا الكلام في وسيلة اعلام اردنية ، بما ان الاردن الرسمي يرفضه ،كما يرفضه الشعب الاردني بشتى مكوناته ، كيف يمكن ان يفرض علينا التهجير كرها وقسرا ؟ ثم السؤال الاهم الذي علينا ان نسأله لانفسنا قبل كل شئ : ماذا هي كلفة قبولنا بالتهجير ؟ ما هي المصلحة المتحققة ولمن ؟ هل نحن معنيون بالمشاركة في تصفية القضية الفلسطينية من جهة ،والتفريط بهوية دولتنا من جهة ثانية ؟ هل تصالحنا من خيار الوطن البديل ؟ هل نحن مستعدون لقبض ثمن التفريط بالاردن وفلسطين مقابل سد المديونية التي اغرقتنا بها حكومات اشتغلت لنصل الى هذه المرحلة من الضعف والارتهان ؟!!!

ويبقى ان نسأل : هل نحن محتاجون لاحمد الشرع او بن سلمان او السيسي لندافع عن دولتنا ونظامنا السياسي ؟!! كيف يقال هذا على رؤوس الاشهاد ؟!!المنابر الاعلامية ليست منصات تثبيط وتطبيع الرأي العام مع سيناريوهات يرفضونها تمام .

الاردنيون لن يتساهلوا ابدا مع اي مسؤول اردني يفكر للحظة بالتعاطي مع هذا السيناريو ، نحن نعرف ان الموقف الرسمي صلب للغاية ، والملك بنفسه قالها عشرات المرات ان التهجير خط احمر ، والملك عندما يقول هذا، هو يعرف جيدا ان لديه من الامكانات والقوة والالتفاف الشعبي الذي سيتكئ عليه في مواجهة مشروع التهجير ،هذا بالفرض الساقط بان الشعب الفلسطيني المقاوم الذي علم الدنيا معاني الثبات والصبر والحرية والكرامة سيقبل بهذا المخطط .
.