أظهرت نتائج استطلاع حديث أُجري في المملكة المتحدة أن أكثر من نصف الأسر تمتلكمقلاة هوائية، حيث يعزو المستهلكون شعبيتها إلى "سرعة وكفاءة عملية الطهي". هذا الإقبال المتزايد تزامن مع ظهور أنواع جديدة من المقالي الهوائية تتميز بخصائص مبتكرة، مثل "خاصية التنظيف الذاتي وخلوها من المواد الكيميائية الضارة"، وفقا لما ذكره أندرياس هانسن، مؤسس العلامة التجارية "فريتير".
وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة التلغراف البريطانية إلى طرح طراز جديد من المقالي الهوائية في الأسواق يحمل اسم "ذات السلة المزدوجة". هذا الطراز يتميز بسعة طهي مضاعفة، ما يجعله خيارا مثاليا للأسر الكبيرة، نظرا لقدرته على طهي أكثر من طبق في وقت واحد. وعلقت كلير أندروز، المؤلفة وخبيرة الطهي باستخدام المقلاة الهوائية، قائلة: "تساهم المقالي الهوائية ذات السلة المزدوجة في تقليل وقت الطهي بشكل كبير، من خلال إعداد وجبات كاملة في وقت واحد بدلا من الطهي على دفعات".
ورغم الشعبية الواسعة لهذه الأجهزة والتطورات التقنية التي شهدتها، لا تزال العديد من الأفكار الخاطئة حول المقالي الهوائية منتشرة بين المستخدمين. هذه المفاهيم الخاطئة قد تؤدي إلى سوء استخدام الجهاز أو تقليل الاستفادة من إمكاناته.
على الرغم من تسميتها بـ"المقلاة الهوائية"، إلا أنها لا تقلي الطعام بنفس طريقة القلي في الزيت العميق. بدلا من ذلك، تعتمد هذه الأجهزة على تدوير الهواء الساخن بسرعة حول الطعام "لإنتاج ملمس مقرمش يشبه القلي"، كما يوضح أندرياس هانسن. ويشير إلى أن القرمشة التي نلاحظها في الطعام تعتمد بشكل كبير على كفاءة دوران الهواء داخل المقلاة، موضحا: "إذا كانت هناك أي عوائق تعرقل تدفق الهواء، فلن نحصل على المظهر الخارجي شديد القرمشة".
وتضيف كلير أندروز، الخبيرة في الطهي باستخدام المقالي الهوائية: "إن هشاشة سطح الطعام تنتج عن المروحة القوية التي تعمل على دفع الهواء الساخن بشكل متساوٍ حول المكونات، داخل حجرة طهي مُحكمة الإغلاق".
تقول أندروز إن افتراض أننا نحتاج دائما إلى الزيت في المقالي الهوائية غير صحيح، وتؤكد أن هذا ينطبق على الأطعمة المطبوخة مسبقا أو المجمدة التي تحتوي بالفعل على كمية صغيرة من الزيت، مثل البطاطس المقلية المجمدة، أو قطع الدجاج، أو الوجبات الخفيفة المقلية، والتي تُصبح مقرمشة دون أي زيت إضافي. ومع ذلك، لا ترى جين لا روكا، الطاهية المحترفة ومديرة أحد المطاعم الشهيرة بكاليفورنيا بأسا في استخدام رذاذ الزيت للمساعدة في محاكاة عملية القلي، وخاصة مع الخضار أو البطاطس أو البروتينات.
بطانات المقلاة الهوائية قد تمنع التصاق الأطعمة، وتجعل التنظيف أسهل؛ لكنها ليست ضرورية للطهي الناجح (فري بك)فعلى عكس الاعتقاد السائد بضرورة تبطين المقلاة الهوائية، يقول هانسن "إن بطانات المقلاة الهوائية قد تمنع التصاق الأطعمة، وتجعل التنظيف أسهل؛ لكنها ليست ضرورية للطهي الناجح".
أما أندروز فترى أن البطانات، مثل ورق الخَبز أو البطانات المثقبة المصممة لحجز الفتات أو الشحوم أو القطرات، "يمكن أن تكون مفيدة" عند طهي الأطعمة اللزجة أو المتبلة مثل أجنحة الدجاج أو السمك مع الصلصة؛ لكنها قد لا تكون ضرورية لطهي الأطعمة الجافة.
فبعض الناس يعتقدون أن المقالي الهوائية يمكنها القيام بكل شيء، بما في ذلك الطهي بالبخار، "لكن هذا ليس صحيحا"، كما تقول جين لا روكا، إن المقالي الهوائية ليست مصممة للطهي بالبخار.
وفي حين ترى أندروز أنه لا يزال بإمكاننا طهي الطعام بالبخار في المقالي الهوائية، "عن طريق لفه في عبوات من ورق الألمنيوم ووضع بعض الماء بداخله، مما سيولد البخار ويحبسه"؛ لكنها في الوقت نفسه تحذر من محاولة وضع الماء في المقلاة الهوائية نفسها، "لأن هذا قد يتسبب في كسرها".
تقول كلير أندروز: "من يعتقد أن المقالي الهوائية لا تحتاج إلى تنظيف على الإطلاق؟"، مشيرة إلى أهمية تنظيف الجهاز بعد كل استخدام، خاصة الأجزاء القابلة للإزالة مثل السلة والصينية وأي مكونات تلامس الطعام مباشرة. وتوضح أن تراكم بقايا الطعام والشحوم لا يسبب تدهور الجهاز فقط، بل يؤثر أيضا على نكهة الأطعمة المحضرة لاحقا. ويضيف أندرياس هانسن: "التنظيف السريع بعد كل استخدام لا يحافظ فقط على نظافة المقلاة، بل يضمن أيضا استمرارية أدائها بجودة عالية".
يقول هانسن: "قد يكون من المفاجئ معرفة أن الاعتقاد بضرورة تسخين المقلاة الهوائية مسبقا في كل مرة هو مجرد خرافة". ويوضح أن التسخين المسبق "يمكن أن يساعد في تحسين القرمشة لبعض الأطعمة مثل البطاطس المقلية المجمدة أو المخبوزات"، لكنه ليس أمرا ضروريا لجميع الأطباق، حيث تتميز المقالي الهوائية بقدرتها على التسخين السريع لتكون جاهزة للطهي في وقت قصير جدا.
وتوافقه الرأي كلير أندروز، قائلة: "التسخين المسبق ليس دائما ضروريا، ولكنه يعتمد بشكل كبير على نوع الطعام الذي تُعدّه والنتائج التي ترغب في تحقيقها".
التنظيف السريع بعد كل استخدام لا يحافظ فقط على نظافة المقلاة، بل يضمن أيضا استمرارية أدائها بجودة عالية (بيكسلز)من الفوائد التي ذكرتها الكيميائية جوتي باشيال، على موقع "ساينس إنفو"، أنها: