مالك عبيدات - أكد وزير المياه والري الأسبق، الدكتور حازم الناصر، ضرورة البحث عن حلول أكثر سرعة وكفاءة لمشكلة شحّ المياه في الأردن، وذلك نظرا لتأخر انجاز مشروع الناقل الوطني، مبيّنا أن حفر الآبار الجوفية العميقة تمثّل حلّا اقتصاديا وعاجلا لتوفير المياه العذبة مقارنة بمشاريع تحلية مياه البحر التي تتطلب استثمارات ضخمة وبنية تحتية معقّدة تحتاج لفترة طويلة من التنفيذ، خاصة في ظلّ ما تمرّ به البلاد من انحباس في الامطار وتأخر الموسم الشتوي.
وأضاف الناصر لـ الاردن24 أن المملكة تملك تجارب ناجحة في استغلال موارد المياه الجوفية العميقة وقد أثبتت فعاليتها في توفير مصادر مياه صالحة للشرب، داعيا إلى توسيع نطاق هذه التجربة لسدّ العجز المائي الحالي لحين استكمال تنفيذ مشروع الناقل الوطني.
وبيّن الناصر أن الوضع الجيولوجي للطبقات الحاملة للمياه الجوفية العميقة وسماكة الطبقات هي عناصر معروفة ومعلومة.
وأكد الناصر أن هذا الخيار سيُجنّب المملكة أزمات المياه وتبعاتها السياسية والاجتماعية، اضافة إلى توفير المياه للقطاعات المنزلية والسياحية والصناعية، مشيرا إلى أنها تساهم أيضا في زيادة المياه العادمة المعالجة للحاجات الزراعية وتعزيز الأمن الغذائي وزيادة الرقعة الخضراء.
وأشار الناصر إلى أن الاستثمار في المياه الجوفيه العميقة يعدّ أكثر جدوى على المدى القريب والمتوسط، إذ يمكن حفر الآبار وتشغيلها في غضون أشهر قليلة، مع احتمال الحاجة أحيانا لمعالجتها لخفض الملوحة والتخلّص من أي مواد غير مرغوب بها، في حين أن مشاريع التحلية تتطلب سنوات طويلة حتى تصبح جاهزة للعمل، فضلا عن الكلف العالية علي المواطن للمياه المحلاة الواصلة للمنازل بعد التحلية والضخ من مسافات بعيدة.
وقال الناصر إن الأردن يمرّ بواحدة من أكثر الأزمات المائية تعقيدا واستعصاء على الحلول التقليدية، محذّرا من أن الأزمة مرشحة للاستمرار لعقود قادمة ما لم تُتخذ تدابير جذرية مبنيّة على رؤية استراتيجية متكاملة.
ولفت الناصر إلى أن معدل الهطول المطري في هذه السنة لم يتجاوز (15%) من المعدل العام، في حين من المفترض أن يصل إلى (65%) في مثل هذا الوقت من السنة، وهذه فجوة هائلة تصل إلى (50%) من المعدل العام للأمطار.
وأكد الناصر أننا أمام واقع سيء يحتاج إلى استراتيجية واضحة للتعامل مع قطاع المياه ووضع الخطط اللازمة لادارة الازمة والتعامل بحزم مع التعديات على الشبكات.
.