اننا نعيش زمن الصوره ، ولا شك ان الدراما التلفزيونيه احد اذرع هذه الثوره الرقميه كما ان الفن شكل من اشكال التعبير عن اراء الناس وهمومهم وقضاياهم ، خزانه لحفظ تراث وطنهم وابطالهم من الضياع

ولقد كان الاردن على وجه التحديد في عقود ماضيه من الدول الاولى في المجال الفني الدرامي كما كانت استديوهاته بشهاده المتخصصين منطلقا للاعمال العربيه التي واصلت انتشارها فيما بعد على الساحه العربيه ، فلماذا تقدم الكل وتاخرنا ؟ سؤال وجه مرارا للمتخصصين في هذا الشان فمنهم من عزا ذلك الى غياب الشركات الانتاجيه القادره على انتاج اعمال فنيه شبيهه بالاعمال العربيه الضخمه ، ولعل هذا سببا منطقيا ولكنه ليس السبب الرئيسي لان الاعمال الاردنيه التي قدمت في الماضي وعلى الرغم من الظروف الانتاجيه المتواضعه لاقت استحسانا وقبولا وانتشارا ، لانها كانت تتضمن اخراجا جيدا ونصا جيدا وممثلين جيدين وطموح سبق دول هي في مقدمه الدول الفنيه الان .

اما نجومه فلا شك ان الاردن لا يخلو من نجوم ذو مستوى فني عالي ولقد اثبت ذلك من خلال مشاركتهم العديده في اعمال فنيه عربيه ولا سيما في السنوات الاخيره اما براي الخاص فان المشكله تكمن في غياب النص ، النص الجيد والكاتب العميق المعجون في التجربه الوطنيه ، ولعل سبب ذلك غياب القراءه الجيده للتاريخ والواقع وللمجتمع الاردني البسيط

ان الاعمال الكوميديه مهمه ولكننا لسنا بحاجه الى فكاهه هزليه خاليه من اي قيمه فهي في كل مكان هذه الايام ، ولسنا بحاجه الى كوميديا سوداء تزيد المشهد سوداويه ، لكننا بحاجه للكوميديا القادره على تصحيح الاخطاء وتتحدث بلغه الناس في قاع المجتمع وقراه ومدنه

الاردن بلد غني كماده تاريخيه يملك شخصيات كان لها مساهمات في بنائه يستحقون وضع الضوء على تجربتهم مع بدء بناء الدوله الطموحه الفتيه ، فلماذا تطل علينا الاعمال التاريخيه المليئه بالحديث عن نضال وابطال شعوب المنطقه ولا يتم التركيز على كفاح ونضال الاردنيين في بناء وطنهم والوقوف الى جانب شعوب المنطقه المحيطه

اليس نضال الاردنيين ضد الحكم العثماني ماده مشجعه ، اليس الوقوف الى جانب الثوره السوريه ضد المستعمر الفرنسي عندما هاجم غورو دمشق فكانت مئات الفرسان الاردنيين قد هبوا لنجده يوسف العظمه في ميسلون ماده مشجعه ايضا ، في الكرامه في حرب 67 .

الم نكن اصحاب الاداء الاقل سوء على الجبهات العربيه في حرب حزيران بشهاده الكثير ، اردن معاهدة ام قيس ١٩٢٠ التي طالبت بأنشاء حكومه عربيه مستقله بشرط منع مهاجرة الصهيونيه اليها ، اردن اجتماع قم الذي تنبه فيه اهله الى الخطر الصهيوني مبكرا فقرروا مهاجمة مستعمراته اليهوديه مما عطل سير القطارات بين حيفا ودمشق .

كل هذا واكثر حتى نثبت للذين يشككون بأصالة الاردن وكينونته ، الذين يحاولون إلغائه إعلاميا اننا دوله كما قال ناهض حتر "قرميه متجذره في التاريخ والجغرافيا " واننا لسنا بحاجه الى رافعه واعاله وتثبيت .

انها مهمة الدراما والقائمين عليها في وطننا الحبيب فلا تهدروا الوقت والمال في اعمال مكرره ومقلده للغايه التجاريه يذهب اثرها مع ضحى الغد .

 
.