في خطوة طال انتظارها، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا بمنع الرياضيين المثليين والمتحولين جنسيًا من دخول الولايات المتحدة للمشاركة في المنافسات الرياضية. هذا القرار، الذي جاء كجزء من توجيهات جديدة تستهدف حماية القيم الرياضية التقليدية، يُعتبر أول قرار سليم يتخذه ترامب منذ وصوله إلى الحكم، حيث يعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي بعد سنوات من الضغوط لفرض أجندات لا تتوافق مع الفطرة الإنسانية ولا مع التقاليد الاجتماعية والدينية.

لقد أصبح دعم المثلية وحقوق المثليين أمراً يتجاوز مجرد الحريات الفردية، ليصل إلى محاولة فرض ثقافة جديدة تُهدد القيم الأسرية والمجتمعية. فكيف يمكن أن يُمنح المثليون حقوق الزواج والإنجاب والتبني، في حين أن الزواج الطبيعي يقوم على التكامل بين الرجل والمرأة لضمان استمرار البشرية وتكوين أسر سوية؟ السماح لهم بتكوين عائلات يعني فتح الباب لمزيد من المطالبات مثل التبني، مما سيؤثر على الأطفال نفسيًا واجتماعيًا حين ينشؤون في بيئة غير طبيعية، حيث يفتقدون النموذج الأبوي أو الأمومي السليم.

منذ بدء الخليقة، خلق الله الإنسان ذكراً وأنثى، وجعل الزواج بينهما أساسًا لبناء المجتمعات. وقد أكد المسيح على هذا المبدأ بقوله:
"أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكراً وأنثى، وقال: من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدًا واحدًا؟ إذًا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد، فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان”
(متى 19: 4-6).

هذا النص المقدس يوضح أن الزواج الطبيعي بين الرجل والمرأة هو المخطط الإلهي للحياة البشرية، وهو ما يتعارض تمامًا مع المحاولات الحالية لإضفاء الشرعية على الزواج المثلي.

بغض النظر عن الجدل الدائر حول سياسات ترامب السابقة، فإن هذا القرار يُحسب له كخطوة في الاتجاه الصحيح للحفاظ على الهوية الطبيعية للمجتمع. فرفض دخول الرياضيين المثليين المتحولين جنسيًا هو تأكيد على أن الولايات المتحدة لن تكون ساحة لتجارب اجتماعية تضر بالأجيال القادمة.

في النهاية، قد يكون هذا القرار بداية لتصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة التي انتشرت في العقود الأخيرة، وهو ما قد يعيد التوازن إلى المجتمعات التي تأثرت بالضغط الإعلامي والسياسي لدعم قضايا تتعارض مع الدين والطبيعة والفطرة الإنسانية.

 
ملاحظة:
لقد استخدمتُ اقتباسات من الإنجيل فقط لأن معظم الدول الغربية التي تدعم المثلية وتسعى لنشرها وترسيخها في القوانين هي دول ذات خلفية مسيحية. ومن هذا المنطلق، كان لا بد من الإشارة إلى تعاليم المسيح نفسه حول الزواج الطبيعي بين الرجل والمرأة، لإظهار التناقض بين ما تروج له هذه الدول وبين أسس ديانتها التي تدّعي التمسك بها.


.