كتب د. أحمد زياد ابو غنيمة - 

سيدة فاضلة حازت على ثقة ٢٧ الف ناخب في دائرة عمان الثانية عن حزب جبهة العمل الإسلامي؛ استخدمت مصطلحا في غير مكانه التوصيفي وعن غير قصد في جلسة لمجلس النواب؛ فثارت ثائرة الغاضبين منها ومن المصطلح الذي استخدمته، ليهمزوا ويلمزوا في انتمائها للوطن والحرص عليه، وكأنها وغيرها من النواب بحاجة دوماً لإثبات وطنيتهم وحرصهم على أمنه واستقراره.

أيها السيدات والسادة الغاضبين،
نتفهم غضبكم وانزعاجكم، ولكن لاصارحكم القول؛ أن هناك ما هو أهم واكبر لتعبروا عنه من مشاعر الغضب؛ هناك التهديدات الوجودية لدولتنا الاردنية، وهناك التصريحات المأزومة لاركان اليمين الصهيوني المتطرف في الكيان الصهيو.ني، وهناك الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها معظم الشعب الأردني.

كان بإمكانكم أن تقدموا النصيحة للسيدة النائب الفاضلة، دون أن تدخلوا في نواياها وماذا كانت تقصد بذلك المصطلح، ودون أن توجهوا سهامكم في غير مكانها وزمانها الصحيحين.

نحن أحوج ما نكون لأن نؤلف القلوب لنكون على قلب رجل واحد خلف دولتنا وقيادتنا - ونحن من ورائهم - في تصديهم لكل المحاولات الصهيو-امريكية للعبث بوطننا وامنه واستقراره.

وطننا الحبيب لا يبنى إلا بالمحبة والتسامح، ولا يصمد في وجه التحديات إلا بوحدة الصف وتقويته.

مسموح لنا في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها، ان نختلف في الرأي والفكر، ولكنه من غير المسموح أن يتحول هذا الاختلاف إلى البغضاء والشحناء بين أبناء الوطن الواحد.

الخطر قادم امامنا، فلنوفر غضبنا لمواجهته والتصدي له.
.