تشهد أجسام النساء تغيرات كبيرة مع التقدم في العمر، وخاصة خلال مرحلة انقطاع الطمث، حيث تتأثر العديد من الوظائف الحيوية، من التمثيل الغذائي إلى التوازن الهرموني.

 

 ومع زيادة التحديات الصحية في هذه المرحلة، يتجه الباحثون إلى فهم العوامل الخفية التي قد تؤثر على الوزن والصحة العامة.

وفي دراسة نشرت في مجلة Nature، كشف الباحثون عن علاقة بين ميكروبيوم الأمعاء والتغيرات الهرمونية التي تصاحب انقطاع الطمث. وتشير النتائج إلى أن التغيرات التي تطرأ على الأمعاء قد يكون لها تأثير مباشر على التمثيل الغذائي وتنظيم الشهية ومستويات السكر في الدم، ما قد يفسر الصعوبات التي تواجهها النساء في التحكم بالوزن خلال هذه الفترة.

وتوضح الدراسة أن الانخفاض التدريجي في مستويات الهرمونات خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث يؤدي إلى اختلال ميكروبيوم الأمعاء، ما قد يتسبب في مجموعة من المشكلات الصحية. ويؤثر هذا الاختلال على مناطق مختلفة في الجسم، مثل الجهاز الهضمي والفم والجهاز البولي التناسلي، ما يزيد من احتمال التعرض لمضاعفات صحية.

وتقول شارلوت هانتر، خبيرة التغذية المتخصصة في انقطاع الطمث، إن فقدان الوزن يصبح أكثر تعقيدا عندما تكون صحة الأمعاء غير متوازنة.

وتضيف: "الأمعاء ليست مجرد أنبوب لمعالجة الطعام، بل هي مركز أيضي مهم يؤثر على امتصاص العناصر الغذائية، وتنظيم مستويات السكر في الدم، وإفراز الهرمونات التي تتحكم في الجوع وتخزين الدهون".

وتوضح أنه حتى مع الحفاظ على العادات الغذائية والرياضية ذاتها، قد يجد البعض صعوبة في خسارة الوزن بسبب تأثير صحة الأمعاء على عمليات الأيض.

 وتلعب الأمعاء دورا رئيسيا في تنظيم مستويات السكر في الدم، حيث تساعد البكتيريا المفيدة على إطلاق السكر في الدم بطريقة تدريجية ومنضبطة، ما يمنع التقلبات الحادة في مستوياته. لكن عند اختلال صحة الأمعاء، يصبح الجسم أكثر عرضة لارتفاعات وانخفاضات متكررة في سكر الدم، ما يؤدي إلى زيادة الرغبة في تناول الطعام وتخزين الدهون وصعوبة فقدان الوزن.

وإلى جانب تأثيرها على التمثيل الغذائي، تلعب الأمعاء أيضا دورا مهما في تنظيم الشهية عبر التحكم في هرمونات الجوع والشبع، مثل اللبتين (هرمون الشبع) والغريلين (هرمون الجوع). وعندما تكون الأمعاء غير متوازنة، قد تتعطل هذه الإشارات، ما يزيد من الشعور بالجوع ويقلل من الإحساس بالشبع بعد الوجبات، ما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن.

وتقول هانتر: "الأمعاء الصحية تعزز الهضم وتوازن الهرمونات وتحسن التمثيل الغذائي، وهي عوامل أساسية للحفاظ على الوزن والصحة العامة بعد منتصف العمر".

وتشمل العلامات التي قد تدل على الحاجة إلى تحسين صحة الأمعاء: الانتفاخ والإمساك والإسهال والغازات.

ولتحقيق توازن أفضل في صحة الأمعاء، تنصح هانتر باتباع نظام غذائي متكامل يعتمد على:الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات الفواكه والحبوب الكاملة، والدهون الصحية مثل زيت الزيتون والمكسرات، والبروتينات قليلة الدهون مثل الأسماك والدواجن، والأطعمة المخمرة الغنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي ومخلل الملفوف

كما تؤكد هانتر على أهمية تقليل التوتر وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كاف من النوم، حيث تلعب هذه العوامل دورا كبيرا في دعم صحة الأمعاء والحفاظ على الوزن.

المصدر: ميرور




.